البحث عن انفسنا عبثا هناك!

By انا مش حرة
في حركاتنا و سكناتنا و ردود افعالنا و نحيبنا و صراخنا و ما نسميه ثورتنا و مقاومتنا نتصرف كعبيد آبقين لأسيادنا و لسنا احرار و خذ ما يسمى بقضية منع بناء المآذن في سويسرا مثالا يحتذى به في القاء النظر علينا و اخجل من ردنا عليه نحن عامة الشعب و سواده و ما يلصق بهم جزافا اسم علماء الدين
لقد منع بناء الماذن في سويسرا بعد استفتاء شعبي وجد من خلاله ان 57% من الشعب السويسري يرفض بناء الماذن مع المساجد و هنا يجدر القول انهم لم يمنعوا بناء المساجد نفسها فقط منعوا مظهر من مظاهر بناء المسجد!
نرفض و نملأ دنيانا صراخا لماذا؟ فقد شهدنا ما هو اكبر من هذا.. بلاد تحتل و شعوب تقتل و تشرد و ثروات تنهب و استقلال وهمي نصفق له اعجابا و بعد كل هذا يستثيرنا عدم قدرتنا على بناء ما ندعي انه من مظاهرنا الدينية في بلاد ابعد ما تكون عن الاسلام و ارضه و اهله و نرفد رفضنا بقولنا ان الغرب بذلك يهدد بحوار الاديان
و انا اقول هنا ان الغرب هو الذي ابتكر و نادى بحوار الاديان و هذا قوله و فكرته و جزء من التخدير الذي اعتاد ان يعطينا اياه على جرعات.. التخدير الذي يستعمله من افكار _يقبل عليها العلماء قبل الجهلاء _ ليقول لنا افعل كذا و احضر هذا المؤتمر و اظهر هذه الافكار الاسلامية و اخف كذا حتى يرضى عنك سيدك ونحن نمسك بطرف ثوب الغرب و نقول له رجاء الا تتخلى عن فكرتك من اجلنا فما انبثق رفضنا من انفسنا و عقائدنا بل منه هو من الآخر الغربي فما وجه هذا الرفض؟ انت قلت بحوار الديان و حريتها فلا ترفضه الآن فلا نعرف كيف نتخبط بعدك و قد اعتدنا ان نتخبط كما توجهنا, أنرفض احد اوجه عبوديتنا بوجه عبودية آخر!!!
فالعبد لا يستطيع ان يفكر من ذاته او يتفرد و يتوحد من فكره و يبدأ بنفسه من الاصل و الجذر و اولئك الذين يدافعون عن الدين هم عبيد يفكرون كما يفكر الآخر و يريدون بالاسلام ان يتمثل بإسقاطات غربية فلا يتبقى منه الا المظاهر و نحن نرجو الغرب ان يسمح لنا بما يتبقى منها و هيهات هيهات ...فنحن نقول لقد آمنا بحوار الاديان و حرية العبادة و احترام الآخر_ على النمط الغربي_ لأن علمائنا شوهوا ديننا حتى ظهر ان الاسلام فقط يقبل و يصبح عصريا و حضاريا و حر الا على طريق الغرب فها هو يمسك برقابنا بطرف خيط و ان ثرنا او قلنا او طالبنا فلا نخرج من دائرته و لا نفكر خارج عقله و هو يقول بذكاء و يعرف اننا سننكر الآن هذا المنع و لكنه سيصمت بعد حين لأن هذا العبد لا يعرف الا العويل و الصراخ ثم سيصمت و سيعود صاغرا لصاحب الأمر و المتحكم في مصيره .. فكيف نثور على الصغائر و نستكين بالكبائر؟ و كيف نستهجن على صاحب رقابنا ما يفعله بنا و نحن نساق الى سوق النخاسة راضين مبتسمين؟ و كيف نرد من لا نقدر على رده؟ انها سخرية بحق
ثم اننا و بقضايا اكبر و اعمق و مصيرية اكثر من ذلك رضينا بالاستفتاءات و الانتخابات فالذي يعتبره البعض مقاومة اسلامية في حركة حماس و الذي يؤمن به حتى غير الاسلاميين باعتباره الملجأ الاخير للمقاومة _للأسف_ رضينا ان تطبق حماس الاستفتاءات و الانتخابات على نفسها فها هي تترشح للانتخابات و تفوز و تمثل امريكا و اسرائيل انها لا تريدها و نحن نقول بصوت حر و بروح العبد ان حماس وصلت للسلطة بانتخابات انتم اقترحتم اصلها عندكم و وصل فرعها بإرادتكم الينا فلماذا تغضبون منا.. انها فكرتكم الديمقراطية المذهلة و المنقذة و المخلصة و قد رضينا _بعد ان سمحتم لها_ان تبقى حماس اسلامية في اسمها و ديمقراطية في طريقتها فماذا تريدون بعد؟ و كأننا نعيب عليهم انهم لا يلتزموا بفكرهم و نستجدي منهم قبولهم بنا اذ رضينا تطبيق افكارهم هنا في عقولنا
و الاستفتاء في سويسرا لا يختلف عن ذلك كثيرا فقد رضينا بالاستفتاء هنا و رفضناه هناك فكيف نرضى بالطريقة عندما نصل لنتائج نرضاها و نظن انها تنقذنا و نعيب عليها عندما لا ترضينا و أي وجه رفض هذا؟ ألا ساء ما نحكم على انفسنا و عقائدنا و حسن ما يفعلون
و بعد هذا و ذاك و كأننا نريد اقامة الدين في مالطة و الله انني لا اعرف بعد اهمية الحجارة و ان كانت حجارة الكعبة نفسها اذ ان "الفلسفة" القائمة خلف تلك الحجارة لا تجد لها صوتا بين ا.. فلسفة الاسلام.. فالمساجد و المنابر و الارض و الحرية الحقيقية كلها ما هي الغاية المسمطة بلا روح في ذاتها بل هي نتيجة الطريقة العقلية و الواقعية و النابعة منا نحن انفسنا و ليس من هناك و بذا نتحرر من دواخلنا و حتى ذلك الحين ارجوا من السويسريين و كل الأوروبيين هدم كل المساجد في اروربا مشكورين
 

2 comments so far.

  1. غير معرف 11/12/09 3:14 م
    مرحباً...
    هذه ثالث مرة أزور فيها مدونتك وأول مرة أكتب تعليقاً... خلال الثلاث مرات قرأت جميع تدويناتك واحدة بواحدة . بصراحة ينتابني شعور غريب تجاه هذا النوع من الكتابة. لم أكن أعتقد أنه سيأتي يوم علي لأقرأ مثل ما قرأت.

    إلى حد ما أعجبني ما تكتبين وأهم ما أود قوله هو أنني أراك حرة ، نعم حرة على الأقل هنا في مدونتك ، العالم حولنا ليس جميلاً كما يقولون ولا الناس طيبون كما يقولون أيضاً.

    هنالك الكثير بداخلي لأتحدث عنه وأشكوه مثلك ومثل أي شخص أخر. ولكنني لا أفعل لأنني أفتقد الجرأة لكتابة ما لا يتوقعه الناس. أو ربما لأنني أهتم كثيراً لمن حولي وما قد يفهموه من كتاباتي ، رغم أنني لا يجب أن أهتم سوى لنفسي. لهذا السبب أراك حرة.

    بصراحة لدي الكثير من الأمور التي أرغب بمشاطرتها معك وسماع رأيك ببعض ما يجول بخاطري من مشاكل وهموم هذه الحياة والتي لم أعرضها بحياتي لأي شخص أخر. بحثت بجد ولكنني لم أستطع التوصل لبريد إلكتروني لك. لهذا أرجو منك أن تقبليني كصديق. وأن ترسلي لي برسالة على عنواني البريدي هذا:
    imufeed@gmail.com

    وأقبلي فائق الأحترام
  2. غير معرف 14/12/09 10:44 م
    وماذا يفعل من كان يظن أن الاسلام من أسسته لدينا مضروب ، وما وصلنا ما هو إلا أفسل من القشور ، وهنا أنا أتكلم حتى وفاة محمد . فالإسلام لا يقبل الغير ولا التعايش معهم ، فهو يريد فرض المعتقد الاسلامي على جميع الأمم، ولا يسمح لهذه الأمم بنشر معتقداتها فيه .. أين الحرية. نبي يأمر بالمحبة وأصحابه يعيثون بالارض فساداً.

Something to say?