جمال و امكانية

By انا مش حرة
كنت اجلس في المركز يقابلني الشاب الذي اعرفه منذ فترة قصيرة و الذي لا احدثه مطلقا..ذلك الشاب الذي لا يبادلني اي نظرة عابرة بالصدفة حسب ما اعلم و الذي لا يهمني امره و عرفت اسمه لاحقا و بالصدفة و لم يحدث ان جلسنا سويا
لم تمر دقيقة واحدة على اختلائنا معا حتى قال بسرعة و كأنه يحاول اقتناص الوقت.. يقول ممكن اسألك سؤال؟.. اجيب بلا اهتمام او توقع عما يمكن ان يكون السؤال الذي يحتاج هذا الفرط من الحماسة ..اجيب نعم.. يسألني متى اخر مرة ضحكتي.. يحاول طرح السؤال بخفه دم حتى اضحك فعلا و لا استغرب سؤاله فأنا غير بشوشة على الاطلاق و ما بضحك للرغيف السخن!.. ابرر بالسبب المنطقي الوحيد الذي اراه بأنه لا يوجد من اكلمه حيث من قناعتي ان لا اكلم الا اقرب الناس الي او اذا دعتني الحاجة الى ذلك و قد اوضحت ذلك سابقا ان لدي ميول ارستقراطية و غرور لا افهمه و استخفاف بأشياء و احداث و مشاعر و الكثير الكثير مما يهتم به الجميع و اعتبره سخافة محضة و اجزم في قراري انه يقول ما يود الكثيرين قوله لكني لا املك تعليله فأكتفي بأن ابقى سرا كما يراني
يكمل حديثه.. طيب ممكن احكي اشي تاني و لا بعدين.. افكر انه سينتقدني مجددا و لن اخذ الامر ابدا على محمل جدي لأنني لا اهتم بالاصل و اقول له تفضل
يقول.. انت حلوة كتير .. جد بحكي انت كتير حلوة
اخجل فعلا و اقول شكرا و اترجم ذلك.. ربما يحاول معي و كم اتمنى ان اريحه و اسبق اي فعل منه حيث لا شيء ينفع مع هذا البرود الذي يقابله و لا حراره تذيبه و ان هذه الفتاة التي يمكن ان تشرحها اذا لم تعرفها ببساطة ( غشيمة و البس بياكل عشاها) لا تصدق اي شي عن اي شيء و لا حتى نفسها..انسى ما قاله للحظات و افكر في مصداقية ما قاله و سببه و احاول التفكير كرجل للحظات..هل يراني قبيحة للحد الكافي لأجعله يسخر مني و يظن ان كلامه سيسعدني.. ام يراني رخيصة و اتقبل اي حديث ام ماذا هو الامر؟.. ثم انتبهت انني لا افكر بنفسي الا بالسوء و ماذا لو كنت جميلة فعلا.. لماذا لم اقتنع؟ لأنه من الصعب ان نصدق ما لا نتربى عليه
ثم نظرت اليه و قلت في نفسي .. كان يجب ان يقال لي هذا قبل اكثر من عشر سنوات ,عندما كنت اجلس في اجتماع نسوي ساحق و اشعربوجهي بلا ملامح حيث تلقى الاطراءات على الجميع بسخاء مبالغ فيه احيانا و مستفز في احيان اخرى الا انا و اشرح الموضوع لحاجتي الغريزية و المتطلبة و الطفولية في ذلك الوقت.. اشرحه بالرغم عني كفتاة بالغة حتى استمر .. بأنني يجب ان اكون اوعى من ذلك و افهم انني بشعة و أشعر بالامتنان لأنني لا انتقد الى جانب تجاهلي و اكسر كبريائي بالقدر المقنع لأتعايش مع اهمالي و استمر بالجلوس متسمرة ثم يتساءلون لاحقا لماذا لا اتحرك و افرض نفسي مثل البنات في الحفلات!!.. اجيب التساؤلات بلا صوت لأنني لست فتاة.. المفروض من الفتاة ان تكون جميلة و هذا ما لست عليه لأنه لا يقال لي
لقد كبرت الان و اعرف ان فتاة اخرى مكاني قد تقبل بأي اطراء و لكنت انحرفت كما يجب و لا ادري للان ما الذي منعني.. لكنت فعلت اي شيء للحصول على كلمة اطراء مرضية و نمت ليلة واحدة بهدوء
عندما كانت تلك الطفولة خشنة كرداء صوفي اتمنى ان تنقضي بسرعة و كانت تلك المراهقة العائلية جافة كقيظ الصيف و لم اعرف بعدها من انا... لم اعد بعدها افهم المديح الا انه كلمات جوفاء تخفي هدفا ما و لذا كنت استمع بلا اهتمام عاطفي بقدر ما هو تحليلي
ثم قال .. و اسمك حلو كتير.. احلى اسم برأيي..
ثم اكمل الشاب حديثه .. يمكن ان اقول شيء اخر ؟ اهز رأسي حيث انني قليلة الكلام.. يقول لي ملابسك حلوة كتير بالاسباني خريستو.. ابتسمي دايما و البسي هيك و شوفي كيف كل امورك بتمشي و كيف انتي خريستو
اتذكر يوم عرس اخي عندما كانت احدى اخواتي تقول للاخرى بسرية ان شكلي و ملابسي تعجبها جدا الا انها لا تريد قول ذلك لي( عشان ما يكبر راسي) جدير بذلك التحامل الاسري البحت و الغير معروف سببه و جدواه ان يدمرني و ربما فعل
ها انا استمع للاطراء فقط لأنني اظن انني لا استحقه و اظن بعدها انني عاهرة او حمقاء يلاحظها الجمع و اؤمن بشكل شبه قاطع انني اقل من عادية حتى يقال عني جميلة
لم افعل ما هو متوقع من الفتيات (المربيات) و صاحبات الصون و العفاف ماسكات لواء الحرية و خلافه من الاشياء التي ابررها بالردح الاخلاقي.. لم ارفع صوتي و ابهدل الشاب على قلة ادبه و امسح بشكله و شكل اهله اللي ما ربوه الارض و لم اقل له اني متل اخته و عيب عليه.. و لم افعل اي شيء من الاشياء التي لم اقتنع يوما بها لأن رأيي ان البنت التي تود الحفاظ على نفسها فعلا لا تلفت الانظار اليها لأنها في النهاية ستكون هي الملومة
و لأن الامر ليس عن الحقيقة او الكذب, ليست سوء الاخلاق او حسنها
ان الامر كله يدور حول الفكرة التي تعطى لنا من الاخرين في طفولتنا و تكوننا للابد
كلما مر بي الزمن اتأكد ان اسوأ الافكار شكلت ما انا عليه اليوم للأسف ربما
 

1 comment so far.

  1. غير معرف 18/8/09 10:02 م
    and who said that the natural response would be to humiliate a guy who complemented you! that would be the weird response!!!

Something to say?