و الاشارة حمرا

By انا مش حرة
اختي التي تسكن بعمان و تأتي لزيارتنا .. تصمم كل مرة ان لا تعيد الكرة لأن الحياة هنا مزعجة جدا و مملة و عصبية و مثيرة للاستفزاز.. لا الومها في الواقع و لا ارفع عنها وزر الازعاج واولادها فقد اخذت عن والديّ اسلوب الغضب و الانفعال و كل ما يجعل منزلنا ما هو عليه فأصبح بيتها نسخة اسوأ منا.. المهم حدث في ذلك اليوم انها قررت ان تخرج مساء الى الحديقة مع اخواتي القريبات هنا
حسب اللاتخطيط الذي نحياه خرجت للسوق لتبديل قطعة في ذلك اليوم
و طبعا اللي بروح ما برجع.. 3 ساعات و اصبحت الساعة 9:30 خرجنا على عجل و كانت اخواتي الباقيات هناك.. جلسنا هناك لربع ساعة و لم نكد ننهي المكسرات حتى حضر الحارس و طردنا بلباقة.. ظننته سيقول انه لا احد يأتي في الساعة العاشرة
حزمنا امتعتنا و ركبنا بسيارة اختي العواية و اختي الثانية بسيارتها البطة ( الفروقات الطبقية داخل العائلة الواحدة)
وقفنا على الاشارة الحمراء و عندما اصبحت خضراء حاولت تشغيل السيارة لتكتشف ان البنزين قد نفذ
اغلقت الاشارة ثم فتحت من جديد و السيارات خلفنا تزمر بلا توقف.. نزلت اختي بعبائتها التي تشبه شحادة على باب مسجد ما و حذاء رياضي كحلي ترتديه و كل ابنائها كطقم موحد .. شعرت بالخزي لذلك لكنه الحل الوحيد.. يجب ان تنزل و تشرح ما حصل للواقفين خلفنا.. الشاب البحريني الفايع بسيارة بي ام دبليو الرياضية ينزل و صديقه و يبدؤون بدفعنا ثم يأتي شخص اخر من الشارع و يساعدهم و هكذا حتى نقطع الاشارة
شاب ما يقول لنا انتظروني حتى احضر لكم بنزين و اخواتي بسيارة البطة يقفن على الاشارة و يتسائلن .. مين الحمار اللي موقف على الاشارة؟
قطعنا الاشارة و ننتظر البنزين
تنزل اختي من سيارة البطة .. هنا لا بد من شرح شخصيتها اختي التي اسميها.. فزلك لازم يتفزلك.. يعني لازم تحكي رأيها على الفاضي و المليان بكل شي اضافة الى قناعتها التامة انها تعرف مصلحة الجميع اكثر مما يعرفوها هم انفسهم و ان العالم لو استمع الى رأيها لانتهت مشاكل البشرية ابتداء من النكبة حتى الوصول للقمر و هكذا اعطت لنفسها الاذن باعطاء رأيها بأي شي و بأي وقت بدون مراعاة لأقل اجراءات الادب و اللباقة و هذا من السعادة و لمن لا يعلم فليعلم ان الانسان السعيد لا يؤمن ابدا بعد فترة ان ما حصل معه بتوفيق الله بل بتدبيره لأنه يستحق و هنا تأتي مرحلة توجيه الاخرين ليصبحوا مثله ففكرته عن الاشياء و الاحداث لم تعد واقعيه اكثر و لذا نزلت من سيارتها و قالت لأختي صاحبة العواية كم مرة حكيتلك بيعي هالسيارة و اذا معك شويه مصاري اشتري وحدة محترمة( الشوية مصاري بتلاقوا بالشارع بالمكان نفسه اللي خلص فيه البنزين)
العواية: ما معي مصاري
البطة: بيعي ذهبك
العواية: حكيت لجوزي و ما رضي اسألي الاولاد
البطة: جيبي وحدة منيحة, ما بتخافي تطلعي انتي و اولادك فيها
العواية: ما معنا مصاري نشتري بطة
البطة: مش ضروري بطة, بس اشي يمشي, و هسا ايش بدك تعملي
العواية: في شب ر اح يجيبلنا بنزين
البطة: ليش تحكي لشب(مع نظرات التأنيب و انها قليلة ادب) هاي زوجي موجود ليش تحكي لحد غريب
اتدخل بيني و بين نفسي اذ اعتمدت مع حياتنا خطى المعتزلة و الخوارج فلا اناقش ابدا و لا اشارك و استمع و اتهكم في نفسي فقط
فما المانع من طلب المساعدة من احد.. مش هاي النخوة و الشهامة و خلافه.. اقرف في مجتمعنا كيف بنربي البنت على اساس انها دائما ضحية.. يعني ايش ممكن يعمل الشب غير انه يساعدنا او يروح و ما يرجع.. ملعون ابو الحكي الفاضي
و نحن ننتظر زوج اختي للانقاذ سائقة العواية تشرح الحدث قائلة : انا بلبقلي اروح على منتزهات.. انا شكلي شكل اروح على ابو حامد اجيب خضره و عند سناء اشتري مونه للدار و عند اللحام و ابوشادي .. انا شو بطلعلي غير هيك
هكذا بدات اضحك بعمق و انتبه الى نفسي كيف تغيرت
لو حصل هذا الشيء معي في الماضي لكان نكد علي يومي اما الان فساشعر بالاسف اذا لم اعيش هذه المغامرة ..هكذا عبأنا البنزين و اكتشفت التالي من جديد
السعيد لا يرى الا نفسه و يضيق افقه مع الزمن و يتقلص ايمانه بالله من حيث لا يدري و لا يتبقى منه الا كلمات جوفاء
التعيس يقتنع نهايه بتقاسيم الحياة مهما كان متطلبا لكن الوقت احيانا يكون قد فات
روحنا على البيت ونمنا
 

1 comment so far.

  1. 77Math. 15/8/09 3:14 م
    يعني ايش ممكن يعمل الشب غير انه يساعدنا او يروح و ما يرجع.. ملعون ابو الحكي الفاضي


    * * *

    ضحكتيني :D

    كلامك رغم صحته ومنطقيته، لكنه لن يقنع أصحاب العقول المريضة بالهوس الذكوري - الأنثوي.

Something to say?