Semiconductor 1

By انا مش حرة
**عذرا على رداءة الكتابة**
*********************************
اتذكر تقريبا كل ما يتعلق بهذه المحاضرة مع ضباب .. الضباب الذي لم يصنعه الزمن بل الضياع ,كان كل شيء ضبابيا و غائما و سرابيا فيما ظننته سطوعا للشمس, في ذلك الحاضر الذي اصبح ماضيا يحضرني الان..لنتحدث, ليس بالطبع عما درسته فيها بل ما يتعلق بها... الاشخاص و الايماءات و المشاعر و النكات و البكاء و الدكتور الذي ابغضه و كيف كانت فاتحه اول رسوب جامعي دراسي لي و اتذكرك انت
سيمي كوندكتر اي اشباه الموصلات و كان كل شيء وقتها موصولا بخيط رفيع من جحيم الاماني و جحيم اخر من واقع جديد ينقلني الى بعد اخر مع نفسي و مع دراستي و معك و يعكر الطريق الى الجحيم التي ساختار برزخ ناري من الافكار المضطربة بشكل لا يرحم ,حيث كان كل ما يحدث يحدث و كأنه يدور حولي و ليس معي و يشبه شيئا ما ليتضح لاحقا انه شيء اخر لم اعتد عليه و يجب ان اعرف ما هو لأني سأتصرف على اساسه لاحقا و هكذا, كنت انا اتحدث مع نفسي بلغة بدأت اخترعها في اسوأ مراحلي و كنت اسميها انحطاط حيوي لأني امنت ان الامور تسير بهذا المنحنى المنخفض و تصل الى القعر لتجد انه لا شيء بعده الا الارتفاع ليرتفع المنحنى من تلقاء نفسه بدون جهد مني .... غموض يخرج مني لا افهمه و يحاصرني بكل مناحي حياتي و يجبرني على ان احب اشياء لا اعرفها و اقول كلام لا اعنيه ثم اقنع نفسي ان هذا مرادها و اقيم علاقات لا تعنيني و اهمل كل شيء بدون ضمير يحدثني بصراحة لكنه يوخزني في داخل داخلي كنت حديثه العهد به و اجهل كيف اتعامل معه و اتركني اتصرف بدون رقابة ظاهرة الا شعور بتعاسة ذات طعم جديد و كنت اظنها نوع من المتعة المحرمة.. هكذا كان يعاملني ضميري .. من وراء حجاب بلا رحمة و بلا جرأة على المواجهة و بعجز كامل عن اغتياله لتفشل الجريمة المنظمة التي خططت لها طويلا و اقتل نفسي بسكين بارد دون ان ادري
عندما دخلت قاعة المحاضرة تلك للمرة الاولى كانت الافكار المسبقة و لا اعرف ان كانت مغلوطة ام صحيحة لأنه لا يهم كانت قد استولت علي لأكره تلك المادة... و رأيتك.. فكرت بسخافة انه ربما هذه اشارة _و كانت اشارة_ و منتني طفولتي المتأخرة في ذلك الوقت انها اشارة لبقائنا معا لذا و بدون تردد حجزت لك المقعد الذي يجاورني لأننا ننتمي لبعضنا حسب معتقدات تلك الحقبة و لا داعي لأن تجلس بعيدا عني ما دام المكان الذي يجاورني فارغا اذ كنت اجزم بأغلظ الايمان لنفسي
_و هذا ما لا افعله اذ اني لا اؤكد لنفسي شيئا او حلما لأنني لست فتاة حالمة على الاطلاق_ لذا بالنسبة لي في ذلك الوقت لم اتمنى ان تكون لي بل اؤمن انك لي فاقترب منك حيث خفت عليك من جهلك بنا و تتجاهلنا و يجب علي ارشادك .. هذا واجبي تجاهك و هذا كان فكري فعلا
اكره تلك المادة بكل تفاصيلها... الاستاذ الغارق في غروره و المهووس بنفسه و بتجاربه.. يتحدث عن امريكا و اليابان و المانيا و الانجازات العلمية هناك كأنه هو من اخترعها لا من شاهدها و بكثير من الاحيان ينقل صورة مغلوطة يضطر الجميع لتأكيد واقعيتها فقط لأنه لا يحتمل الاختلاف و يأخذه على محمل الجد و شخصيا لأنه كما اورد سابقا يظن انه صاحب الاختراع العلمي .... ثم ينتقل بدون ترتيب مسبق للحديث عن نفسه... ليس عن شخصه هذه المرة بل عن السلطات التي يملكها ليدمر اي شخص فينا.. القدرة التي يملكها بدون رحمة او معايير او تحقيق ليقول ان طالبا لا يطلب العلم استهزأ به او حتى قلل ادبه او اي تهمة ممكن ان تحطم اي منا اذا ابتسم و بانت نواجذ لا يحبذها او شعر بشيء من الاهانة مع انه يبرع في الاذلال و التحقير... كنا جميعا نجلس كالاصنام.. كأطفال حديثي العهد بالمدرسة نجهز انفسنا قبل الدرس..على الدرج الخشبي القديم نفتح الدفتر على صفحة فارغة و نضع الاقلام التي نحتاجها و التي يمكن ان نحتاجها و نتجاهل ما حولنا تماما.. لا ننتفس او نفتح افواهنا بأي حركة عشوائية لا نبتسم الا لنكتة سمجة قالها الاستاذ ثم نغلق افواهنا عندما يفعل هو و ننقل انظارنا بشكل الي بين الاستاذ و شاشة العرض التي تقول كل ما لا نفهمه و لا نجرؤ على التساؤل عنه... يعرف مقدار الخوف و الرعب الذي زرعه فينا بأسلوب الغستابو فيستمتع به الى ابعد حد.. يختار احدا بشكل عشوائي و يتهمه انه كان يتحدث او يضحك او ما يمكن لخياله المريض ان يفعل و يهدد و يتوعد و يبتسم بخبث العالم انه اصبح كابوسا.. كان هذا الدرس الرئيسي انه الرعب الذي بعد ان ينتهي من مهمته يتحدث بلغه العلم
لم استطع ان اطيقه لأني بطبعي لا احب الاشرار و لا اطيقهم و لا افهمهم و لا سببا يشرحهم و بالرغم انني ربما.. ربما استطيع ان اوقفهم و ان اتدرج لأجد سبيلا لهم بيني و بينهم الا انني لا افعل لانني لا اريدهم و لا احبهم و لا احبذ ان اكون الشخص الذي يعرفهم
اشباه الموصلات, كأنني افهم تلك المادة الا انني لا افقه شيئا فيها.. عندما اقنع نفسي انني اعرف ما يجري فيها لأن الحقيقة كاملة انني لا اعرف ابدا ما يدور.. في مكان ما اجد ذهني منفتحا تماما و يعرف ما يدرس و في نقطة اخرى احس ان ذهني اغلق تماما و كان ما سبق كان من لغة اخرى ثم افكر ان شيء بهذه الصعوبة لا يجب ان يكون مقررا لنا و اعرف انه كل محاولاتي لن تجدي نفعا في الاندماج معها او فهم اساسياتها حتى و كلما بدأت افهم شيئا اكتشف انه بداية لغز جديد لن يحل ابدا لذا كانت فعلا اشباه شيء ما يصل منه شيء ما ثم جاء الامتحان الاول و فشلت به فشلا .. لم اصدق نفسي و لأثبت لنفسي انني فعلت حيث كنت مللت من دور الفتاة الذكية و التي لا ادري من اين اقتنع الجميع انني كذلك.. قلت للجميع انني رسبت لم يصدق احد و رغم انني تألمت لذلك الا انني سعدت بكسر الاسطورة المرسومة دوما حولي و لا اعرف مصدرها الا انها كسرت نوعا ما بالنسبة لمجموعة من الاشخاص

ثم انت...
يتبع......
 

0 comments so far.

Something to say?