اسبوع رديء اخر

By انا مش حرة
فقدت قدرتي على التحمل في عيادة طبيبة الاسنان بعد اربع ساعات متواصلة لمحاولة خلع ضرس العقل
كانت معنوياتي عالية جدا في بداية اليوم بسبب تجربة سابقة مشابهة و سهلة جدا لكن نسيت ان امثالي لا يتمتعون برفاهية الاستفادة من التجربة فكل مرة شيء فريد من نوعه
في نهاية الامر لم يكن الالم انه الذعر الذي افقدني القدرة على التركيز ... الذعر عندما كسر السن و بأت بالبكاء امام الطبيبة على غير عادتي ان افعل امام اي شخص لكن.. هذا هو الذعر
لم تتوقف امي عن الاتصال بي طوال الوقت و اخبرتني انها ستأتي لمؤازرتي كما تظن لكني صممت بشدة ان لا تفعل
و لكنها اتت
طبعا كنت ارفض لأن امي ستبدأ بسياسة الندب المحرجة تلك... التي تؤكد على قلة حظنا و صعوبة سير الامور معنا و وعمرها لا كانت هالطاحونة و كأني بحاجة لزيادة في النكد
في النهاية اضطررت ان اغادر للبيت و انتظر اليوم التالي للحصول على تحويل للمشفى
في اليوم التالي امي تصر ايضا ان ترافقني خوفا ان افقد الوعي لأنه من عادتي ان افعل و اصمم بشدة ان لا داعي لذلك و اقول اذا غيبت بلاقي حد بالشارع يسندني بس انتي بدك مين يسندك
ذهبت للمركز الصحي و كانت اول مره اتعرف اليه
الباصات التي تقف في حارتنا توصلني اليه, هذه الباصات تقف في شارعنا منذ 8 سنوات لكن كانت هذه المره الاولى التي اركبها لأصل الى حنينا
حنينا بالمناسبة هي منطقة توازي القويسمة في عمان كما اظن و ان كنت لم ار القويسمة من قبل لكنها منطقة سوقية كما سمعت و انطبع في مخيلتي عنها اليست هناك انطباعات رسمتها الكلمات عنوة لا تمحى
اذكر في الجامعة كل الناس المعجوقين من حنينا
الفتيات بإشاربات مربوطة حول الرقبة تظهر العنق مع ملابس تشبه الملابس الداخليه تحتها بلوز بدي ضيق جدا تظهر تفاصيل الجسم و اللحم المطوي و للتأكيد من كن يلتزمن بهذا اللباس هن من صاحبات الوزن الثقيل و لم اعرف وقتها ان هذا النوع من اللباس سيتطور ليصبح هو الموضة و انا نفسي سأرتديه و ان كان بطريقة بعيدة عن الابتذال
كنت اقول دوما عن اي فتاة تظهر عليها بوادر نعمة مبكرة او تحاول الخروج عن الطور الذي ولدت فيه او تحاول الفياعة وحدة من حنينا اضافة الى ان التعايش الشكلي بيني و بين من يعملون و يستخدمون باصات خط حنينا اعطاني انطباعا دونيا لا يرحم يدعمه وجود بوادر ارستقراطية لدي تشعرني انني افضل من الجميع حتى لو لم اكن كذلك_شيء ما في ذهني ثنائي قطبي تجاه العلاقات الانسانية,ربما عجزي عن التواصل بسهولة يشعرني انني يجب ان لا اتواصل في الاصل لأنه لا احد يستحقني و هذا احدى تحليلاتي لهذا الشعور_ اشعر ان الوضع الصحيح ان اكون في الوضع المسيطر و لو كنا في بداية البشرية لأخترعت النظام الاقطاعي لكنه مره اخرى فكرة سرقت مني قبل ان اولد
***
لم اعرف ان الاقدار المرتبطة بالالم و الحاجة ستجعلني انزل الى حنينا بعجلة و الى المركز الصحي بالذات
لم تكن المنطقة على قدر التوقعات الدونية لكن وقتها كان همي الوصول للمركز الصحي وفقط و عندما حصل كان المكان فارغا تماما و بعد الاستفسار عن السبب عرفت ان الاطباء جميعا في يوم طبي مجاني في مدرسة ما و للسخرية ايضا هذه المدرسة تقع بجانب منزلنا فعدت للبيت محملة مرة اخرى بالسيناريو المتوقع لليوم التالي عندما ازور طبيب الاسنان و اشرح له كيف كسر السن تحت محاولات الخلع لأذهب للمشفى و اتوقع تعليق لا يليق من طبيب الحكومة على طبيب السوق لأن هذا ما يحصل دائما كل طبيب يؤكد على غباء الاخر و انتظر انا بدوري من يؤكد على غباءه و اتساءل هذه هي الادبية الطبية ؟
يتوقع من الطبيب ان يكون ارقى بكثير لكنه سوقي جدا ربما لأن الطبيب لا يستطيع التأكيد على ذكاءه الا اذا اكد غباء غيره
في اليوم التالي ذهبت مره اخرى للمركز و كانت طبيبة اسنان
كانت الساعة التاسعة صباحا لأن المتوقع ان يكون العيادة مزدحمة و يجب ان لا اتأخر لكنها كانت فارغة تماما!!
دخلت لعيادة الاسنان و كانت سيدة تجلس على مكتب و تستمع الى اغاني في الراديو اسألها بتردد انت الدكتورة تؤكد ان نعم و اود ان ابرر سؤالي انها تشبه اي شيء بشعرها القصير المنفوش و المصبوغ بلا حيوية ووجها المدهون بمستحضرات رخيصة و هيئتها القصيرة الخالية من الهيبة... تشبه عاملة في صالون نسائي وسط البلد او سكرتيره بمكتب محامي او بائعة بمحل ملابس داخلية .. اقول لها ما حصل فتقول و انا ايش اعملك؟؟ لم يكن مزاجي يسمح بمناقشة اي شيء لكني فكرت بطلب تحويل للمشفى الا انها هذا ما تفعله لا تعالج احدا فقط تحولهم للمشفى و الى المشفى ذهبت
في المشفى الحكومي غريب اسلوب اللطافة و العناية التي يتعاملون بها مع المرضى لم اعرف انهم بهذه الانسانية فعدت الى افكاري الخفية عن المشفى
انها الممرضة الوحيدة التي اتعامل معها عندما اذهب لأحضار دواء لأمي هي الددافع لكرهي للمشفى هي فقط و اسمها هلا
هلا التي لا تطيق ان ترى احدا و تشعرك انك تشحد منها و كأنها متعهدة الحكومة للأدوية و تتعامل مع ذويها الذين يطلبون واسطتها بدون حياء و بحرية عالية امام الذين ينتظرون منذ ساعات مما يجعلك تقول لنفسك اثنين قبلي ما بخربوا الدنيا و كأن شيئا ما كسر في نفسك لأنك تتنازل عن حقك بل و تبرر ذلك .... هناك شيء ما يجعل جميع الدوائر الحكومية تستنزف ارواحنا
في قسم الأسنان لم يأخذ الامر كثيرا لدى وصولي ثلاث طبيبات مبتسمات يعقدن استشارة حول حالتي و يطلبن اجراء صورة اشعة لي.. امسك التحويل بيدي و لا اعرف اين اتجه اتوقف في الممر للحظات, انتظر ان يمر احد لأسئله عن الوجهة ليأتي احد ما و يأخذ التحويل من يدي و يأمرني باتباعه لأنه هو فني الاشعة و يمازحني قائلا لو تركتيني حتى ادخن سيجاره و يتعاطف جدا مع حالتي اقول لنفسي هل انا في مايوكلينك او في بلاد العجائب ثم الى الجراح كانت الوجهة
في الثلاثينات من عمره ربما وسيم و انيق يقول لي لا بد من تأخير الجراحة اسبوعين ثم يفحصني ليقول تعالي بعد يومين _ كان ذلك يوم الخميس و انا في انتظار يوم السبت_
الذعر سيطر علي مره اخرى يوم الجمعة لم استطع النوم خبأت نفسي في فراشي و دفنت راسي في الاغطية و بدأت بالبكاء و بعد ان انتهيت تذكرت اخر مرة بكيت بها بهذه الطريقة عندما ادفن نفسي في الفراش لأمثل انني نائمة و ابكي براحتي و بعمق هل الذعر كان رفيقي طوال سنين لم اكن اعرف وقتها ما السبب الذي يدفعني لهذا البكاء المتواصل و لم اعرف للأن
****
الساعة البيولوجية جعلتني استيقظ في السادسة و اصل المشفى في الثامنة قبل الشحادة و بنتها و انتظر الطبيب و في التاسعة بدأت الجراحة نصف ساعة و انتهى الامر و عرفت بالصدفة ان الطبيب كان في اجازة و حضر من اجلي لم يكفيني اي شكر لأعبر عن سعادتي كنت على وشك ان اقبله
نعم احتجت للراحة لكن الظرف لا يرحم و مرة اخرى نعود للدوائر الحكومية حيث يوقظني هاتفي في التاسعة من صباح اليوم التالي و يباشرني موظف بالقول ان اوراقي لم تجهز بعد يجب ان اذهب الى عمان بنفسييتبع
 

1 comment so far.

  1. غير معرف 26/5/09 5:12 م
    قصة معادة، لكن بدراما أكثر

Something to say?