ظل الياسمين
اخواتي تحدثن كثيرا بل كثيرا جدا عن هذا المسلسل
لم اتابعه لأنني ببساطه لا احب المسلسلات الخليجية و اراها تركز بطريقة واضحة على فكرة ما و لا تعطي الاشخاص فرص التصرف كبشر, اما اشرار بدون حدود او سبب او طيبين بسذاجة و غباء و ضحايا ينصفهم القدر في اخر حلقة كما يجب ان يكون نظريا
المهم... المسلسل يتحدث عن ام_ياسمين_ مضحية في سبيل ابنها الوحيد و حرمت نفسها من حبيبها _مهنا_ لأجل جدها الذي رفض ارتباطها به و تتبرع لولدها بقرنيتها و بصمت بعد اصابته بحادث اضر بعينه بدون ان يعرف ذلك
الابن العاق يهمل امه الى ابعد حد ينساها و يهينها امام اصحابه و يتجاهلها في الغربة و لا يراسلها في سبع سنوات الا سبع مرات برسائل مقتضبة و كل ما يمكن للعقوق ان يفعل
طبعا جميع من شاهد المسلسل تعاطف مع الام الى ابعد حد
لكن انا اقول...لماذا؟
هل يجب ان تضحي الام الى هذا الحد و تحب بهذا الافراط غير المدروس و تنتظر ان تحب بالمقابل و بنفس الاسلوب.. هذا االتفكير ليس عادلا حتى
ارى انها احبته جدا لكن لم تربيه
لم توجهه و انتظرت منه ان يفهم لوحده انها امه بدون ان تشعره بهذا
تشعره بثقلها و بوجودها و بسلطتها.. لا يجوز ان ننتظر من طفل صغير ترك على فاله ان يفهم ما قدم له بدون توجيه
ان هذا ظلم له بتحويله الى وحش بتركه ينمو كما يحب
ما يستفزني في اخر حلقة عندما تعنفه خادمة العائلة و تخرج جميع متعلقاته في طفولته التي احتفظت امه به
هل من المنطق ان نعامل اطفالنا و كأنهم شيء مقدس و نحتفظ بكل ما يخصهم
اظن انه من الصحي ان نتعامل كبشر فقط بدون توقعات عالية و خيالية او اجحاف و قلة تقدير
و لا يجوز ان نعطي اي علاقة اكثر مما تستحق خاصة بين الام و ابنها و لا ان ننتظر من ابناءنا ان يكونوا مثاليين اذا عاملناهم بهذا الاسلوب لأن الفكرة نفسها تسبب الاجهاد في محاولة تطبيقها و في العجز عن تحقيقها فالنفور منها لعدم القدرة على اعطاء الاخر ما يريد و بالتالي الكره المتبادل من المضحي و هنا الام بدون حدود و بلا سبب مقنع و اقصد هنا التضحية النفسية و المادية باعطاء كل العواطف الممكنة بشكل عشوائي و العيش في ظل ولد سيكبر و نتمنى ان يكون كما نريد
ثم الابن الذي لا يستطيع ان يكون خارقا فيتحول من ابن عادي بمشاعر عادية الى شخص بتصرفات متطرفة
فالمطلوب صعب و الهروب اسهل