اولاد الشوارع
شعرة معاوية فقط ما يفصل بين نفاذ الصبر و نفاذ الإيمان الآن.. أسئلة تخطر ببالي طالما خطرت ببالي أسئلة لم أجد لها أجوبة بعد, إلى أين يمكن أن ينتهي بي الأمر بعد كل هذا العناء, كم مشيت في شوارعك يا بلدي و بللتها دموعي و كم لوثت هوائك بأنفاسي المتعبة و تهالكت قدمي بعد طول صبر لأتكئ على أعمدتك, ألا من سبيل غير هذا السبيل ,لا يمكن أن تكون هذه الحياة, لا اصدق هذا أبدا, لا بد من أمل , تقبلت حياتي دوما بكل ما فيها من سيئات أملا أن يوما ما سيتغير كل شيء و مر يوم و آخر و شهور و أعوام.. الشتاء كان دموعي التي لا تنتهي و شمس الصيف نيران تغلي في قلبي و بعد ثلاثة و عشرين عاما كل شيء لم يتفضّل علي بأن يبقى كما هو بل أصبح أسوأ مما كان و لا بوادر للأفضل و اليوم الذي انتظرته لم يأتي بعد و كأن الأيام يوما واحدا..
كنت أقول دوما سأكتب عن حاضري لأُحرج نفسي بالمستقبل و أقول لها لقد أصبح كل شيء أفضل مما ظننت بكثير و لو كنت أكثر صبرا فيما مضى ربما لأصبح ما أنت عليه الآن أروع, كنت اكتب و كي أكون ممنونة للسعادة التي سأعيشها فلا اكتسب عادة التأفف على النعمة التي طالما مقتها ممن تمتعوا بالنعمة و لا يرونها إلا جزءا طبيعيا من حياتهم و أراها أنا بعيوني رفاهية و أحيانا خيالا أمثالي لا يحلمون به أو يتمنونه لأنفسهم فقط لتبقى أقدامهم على الأرض.
و الآن اكتب الحاضر الأسوأ من الماضي فقط لأن صدري لم يعد يتسع للمزيد... أنا لا أتكلم ..أنا لا أتذمر .. ليس السبب هو الصبر بل نفاذه أقول لنفسي ما الداعي من الكلام وما الدافع الضحك و الابتسام, مللت المظاهر و التظاهر أن كل شيء كما يرام, ألا يجب أن يكون كما يرام لأكون أنا كما يرام و أتصرف كما يرام, لكن الحرمان لا يمكنني حتى أن أبوح بما هو في خاطري كاملا أو حتى التعبير عن كل النواقص التي طالما صبرت على نقصها طمعا في امتلاكها يوما ما, أم أن تغيير الواقع و التمثيل أصبح جزءا من طبعي فلم اعد اعرف الفرق بين حقيقتي و بين الالتفاف على الحقيقة, بين حياتي و ما يجب أن تكون عليه الحياة, نعم.. لكل منا سماؤه و أرضه و هوائه.. ليست تلك أشياء بشكل واحد للجميع.. السماء زرقاء للبعض و سوداء للبعض و البعض لا يرون للسماء لونا و الكارثة عندما لا تلاحظ أهميتها ووجودها لأنك لا تنظر للأعلى..... الأرض ثابتة تحت بعض الأقدام يمشون فوقها و تتحرك ببعض الأقدام فتمشي للأمام و تهتز بجنون تحت بعض الأقدام و الكارثة عندما تكون الأرض فوق بعض الأعناق.... و الهواء سهل للتنفس لبعض الأنوف بل و له رائحة الورد و لبعضها ملوث و أحيانا يكون عصيا و صعبا وكأنه يمنّ على بعضنا بالحياة لحساب آخرين.. اعرف من أنت لتعرف قدرك و لا تأمل أكثر من اللازم.. كن متشائما أفضل من أن تعيش مستقبلا تأمله ليس لك... تراه في حياة الجميع إلا في حياتك
كنت أقول دوما سأكتب عن حاضري لأُحرج نفسي بالمستقبل و أقول لها لقد أصبح كل شيء أفضل مما ظننت بكثير و لو كنت أكثر صبرا فيما مضى ربما لأصبح ما أنت عليه الآن أروع, كنت اكتب و كي أكون ممنونة للسعادة التي سأعيشها فلا اكتسب عادة التأفف على النعمة التي طالما مقتها ممن تمتعوا بالنعمة و لا يرونها إلا جزءا طبيعيا من حياتهم و أراها أنا بعيوني رفاهية و أحيانا خيالا أمثالي لا يحلمون به أو يتمنونه لأنفسهم فقط لتبقى أقدامهم على الأرض.
و الآن اكتب الحاضر الأسوأ من الماضي فقط لأن صدري لم يعد يتسع للمزيد... أنا لا أتكلم ..أنا لا أتذمر .. ليس السبب هو الصبر بل نفاذه أقول لنفسي ما الداعي من الكلام وما الدافع الضحك و الابتسام, مللت المظاهر و التظاهر أن كل شيء كما يرام, ألا يجب أن يكون كما يرام لأكون أنا كما يرام و أتصرف كما يرام, لكن الحرمان لا يمكنني حتى أن أبوح بما هو في خاطري كاملا أو حتى التعبير عن كل النواقص التي طالما صبرت على نقصها طمعا في امتلاكها يوما ما, أم أن تغيير الواقع و التمثيل أصبح جزءا من طبعي فلم اعد اعرف الفرق بين حقيقتي و بين الالتفاف على الحقيقة, بين حياتي و ما يجب أن تكون عليه الحياة, نعم.. لكل منا سماؤه و أرضه و هوائه.. ليست تلك أشياء بشكل واحد للجميع.. السماء زرقاء للبعض و سوداء للبعض و البعض لا يرون للسماء لونا و الكارثة عندما لا تلاحظ أهميتها ووجودها لأنك لا تنظر للأعلى..... الأرض ثابتة تحت بعض الأقدام يمشون فوقها و تتحرك ببعض الأقدام فتمشي للأمام و تهتز بجنون تحت بعض الأقدام و الكارثة عندما تكون الأرض فوق بعض الأعناق.... و الهواء سهل للتنفس لبعض الأنوف بل و له رائحة الورد و لبعضها ملوث و أحيانا يكون عصيا و صعبا وكأنه يمنّ على بعضنا بالحياة لحساب آخرين.. اعرف من أنت لتعرف قدرك و لا تأمل أكثر من اللازم.. كن متشائما أفضل من أن تعيش مستقبلا تأمله ليس لك... تراه في حياة الجميع إلا في حياتك