اولاد الشوارع

By انا مش حرة

مين فينا ما بعرف ولاد الحارة... الكبار اللي كانوا صغار و كأنهم ما كبروا و الصغار اللي ما بتشوف أي بادرة انهم رح يكبروا, بالشتاء الكل بلعب دواحل او قلول و بلبسوا طواقي الصوف و السترة النفخ و جزمات الجيش و لولا انها شبه العصابات ما كانوا لبسوها ..كل واحد مفكر حاله مشروع فاندام
او فيه عرق من ارلوند مش احنا النا عم بشيكاغو منيح كثير و بحبنا كثير و متجوز و حدة امريكية طقع و عنده بنات اطقع من امهم بدنا نزبطهن دايما وميتات بدبديب اخوانا الدباديب!! و هالعم ما بنسانا لا بعيد الفطر و لا الاضحى و لا بعيد ميلادنا و لا حتى بالسنة اللي صارلها راس و هاذا العم هوه اللي بيجيبلنا كل اواعينا اللي ما حدا بلبس زيها و ما بنقدر نحكي انها من السوق _لأنه معروف اواعي السوق نفس الخياط بقصها و نفس الموديل_ و بدل ما نحكي انها من الباله بنص ليرة بنحكي انه عمنا اللي بشيكاغو جابها و بنصدق احنا الكذبة قبل الناس

و بالصيف اللبس عشوائي و حر اكثر و احيانا يقتصر على فانيلا كانت بيضاء و اصبحت صفراء بحكم قلة الغسيل و الحمام ممكن تكون سادة وممكن تكون لشركة ببسي او كوكاكولا دعاية و مرات بكون عليها صورة لهيفا وهبي او نانسي و بلزق الشب فيها و بحكي عن هيفا و نانسي كأنه معهم خوش بوش (مش عمو بوش ) و اعطوة التيشيرت بإيديهم , يعني بعباره ثانيه تماهى مع الفانيلا .....و الشرت ما اله لون لأنه صار كاحت و بدون ملامح او لون او موديل و صار فعلا شرت ساحل بدون قصد... و احيانا بكون بنطلون تطور لشرت بالصدفة ازلية الحدوث.. البنطلون انشق من الركبة و ما بنفع معه الترقيع اكثر من هيك .... ومن اول كلمة الولد بحكيها و هوه بعده بتأتئ لحتى يخلص توجيهي و هوه بتطور بمراحل التدخين الرجولية بناء على عرف الشارع من اعقاب السجائر المرمية بالشارع للملوخية الناشفة و السجاير فرط حتى علبة الدخان كاملة و صعب كثير تجاهر بالتدخين امام العائله اللي بتعرف انه ابنهم بدخن بس ما بحكوا حتى يظل للأب هيبة ...ما هيك هيك ما حدا راد عليه.. يشتري سكوته احسن
وبعد ما يخلص الابن الغير مدخن ظاهريا توجيهي و بغض النظر عن النتيجة نجح راسب ببلش يدخن عادي قدام اهله
ليش يا ترى؟؟
راسب: الله يعينه بده بفك ضياق و اهله دايما بفكروا لو اعطوه حرية التدخين ما كان رسب و طبعا بصير هيك بناء على انه الذنب لازم يكون أي ذنب الا انه ابنهم غبي.. الابن دايما ذكي بس ما بدرس و ما بتسمع ابدا اب بحكي عن ابنه انه غبي او حتى تفكيره محدود .. كلهم فلاطح... و الذنب لازم يتحمله أي شخص و أي شيء الا صاحب الذنب.. عادتنا و ما بنبطلها
ناجح: بلبقله صار زلمه و يعتمد عليه في الشدائد.. مش خلص توجيهي و نجح و وما رسب بأي مادة ..مع انه مواد التوجيهي خص نص بكتبوها ناس من المريخ عشان ما حدا ينجح نكاية بالشعب و بس عشان ننقض نظرية ( ابني ذكي و مخه نظيف بس ما بدرس!) يعني التوجيهي ما بنجحوا فيه غير الزلام
واذا فات جامعة بقدر يدخن حشيش بالدار و يحكي عن فوائدة للصحة و خاصة لمرض الربو
نسينا موضوع الحارة الاساسي
اولاد الحارة كلهم بلعبوا كرة قدم بالصيف.. من التمهيدي للثانوي و أي شخص عزابي مهما كان عمره ما دام عزابي
الصحيح و الاعرج واللي ما بمشي و الادوار موزعة دايما عشان ما حدا يعتب على حدا
مثلا ابو رائد و رائد صاحب مطعم الفلافل ما بتحركوا من الكرسي قدام المطعم بس بشارك حكم وابو فتحي صاحب الدكانة ما بسكرها تحت أي ظرف , مهو موسم و مطرح ما ترزق الزق, فالشباب التعيبة بدهم اشي يبل ريقهم, و سواقين الباصات و الكونترولية قاعدين جمهور للتشجيع و ازنخ واحد بحط حاله بالنص ما حد بعرف مع أي فريق بس يا لعيب يا خريب
و كرة القدم بالحارة مع هيك مميزةو لسببين الاول انه اللعبة ما بتخلص, من كوكو صباح الخير لاخر الليل , ما في بين الشوطين و لا فاصل دعائي, ناس بتلعب و بس
و الاشي الثاني انه ما حدا بعرف اصلا متى الفاول و الضربة الركنية و الجزاء و التسلل اللي الدم سال على مدى التاريج اكراما اله, الا المماس الكل حتى أنا بعرفه, بس بحارتنا مهما اختلفوا في بيكهام اللي بعرف دايما جواب أي سؤال فني زي هيك, بعرف حد الملعب اللي مش مرسوم بس اعتمادا على ظل عمود الكهرباء و ما حد بعرف انه بتغير
و يزداد اللعب طرافة و امتاع لما تمر الحلوة بنت الجيران اللي امها وصتهخا و اكلت اذانها و هي تعيد وتزيد , بس تمري من عند النسون اقري المعوذات لا يطرقوكي عين, لا تمري من عند الشباب قليلين حيا و اخوكي بزعل ( اخوها بعدة بقفس من البيضة و عمره 12 سنة بس لازم يكون في زلمة يخوف البنت و تصنعة الام على اساس البنت عندها استعداد فطري للفلتنة و لذا بيكبر راس الفصعون على اخته)
بنت الجيران بأول طلعتها... الشعر بف و نافش بالجل و السشوار و غيره و المكياج المفروض انه ناعم عشان ليزيدها نعومة و الحلق للكتف و الكعب طقطق و البلوزة ترتر و معها دايما صاحباتها السنيدات , هيه بتمشي معهم بس منظر عشان ما تكون لحالها و هم بمشوا معها عشان يعملوا لحالهم منظر, و طبعا الحلوة بتتقصد تمر من عند الشبيبة اللي بأول طلعتهم قاصدة مستقصدة تلهيهم عن الهدف الاسمى و تتأكد انه هيه الهدف الاسمى
و لما تمر السمكة .. بصير اللعب اخشن و الشلاليط و الضرب يزداد و تزداد الكلمات بذاءة و ابداع على اساس هيك بحبوا البنات.. و بس هيك يصير بتحكي الحلوة لصاحباتها ما اتفههم بسعادة غامرة انها اثبتت تفاهتهم و بتروح ..
فالجميع اله فرصة و زي كل اشي هاللعبة الها وقت معين بتبدأ و بتخلص و موسمها الصيف و
الا عند شخص واحد فريد من نوعه دايما بالموسم ما بطلع منه و هوه بيكهام الانف الذكر
بالصيف لابس تيشرت (كروي) و عليه دائما رقم عشرة , مش تسعة و لا احدى عشر بس عشرة و شرت رياضي و بوط حفظ الاسكافي خريطته, شعرة اشقر و لغاية أذنيه وبشرته محروقة من الشمس تبدو برونزية و لامعة براقة و الكرة دايما مشكولة على خصره بتفكرها احيانا جزء من جسمه و انخلقت معاه و بأي وقت من اليوم _الصبح, الظهر بالليل و حتى وقت الفجر و بنص الليل_بتلاقية بالشارع على نفس الحالة و اللبس و الكرة ما في اشي متغير و حتى لو تغير الفصل بالشتاء لابس نفس الاواعي .. التيشيرت تحتة بلوزة صوف و الشرت تحتة بنطلون طويل داخلي
الشعر الدال ابدا على الارهاق و ريحته عرق و كانه دائما باللحظة اللي بتشوفه فيها خلص لعبة كرة القدم وحتى لو شفته لحاله بدون الفريق او كان مروح من المدرسة او حتى قاعد على الرصيف لساعات
أنا ما بعرف اسم الولد صاحب الصورة المحفورة دائما بمخيلتي و يمكن لو غير (اللوك) ما اعرفه و ما يلفت نظري حتى لو لبس بدله التوكسيدو اللي بحبها او متعطر ب
Hugo
و لما بتطلع من الشباك او بطلع من البيت او بوصل على الحارة بتخيل انه يكون موجود لانه لازم يكون موجود بهالصورة و من خمس سنين ما كبر زي كل الناس و أنا ما بدي يكبر لأنه التماثيل ما بتكبر و الرموز ما بتتغير
و احيانا لمجرد الاستمتاع بوجود الاخر المميز و المصمم على فكرته , يا ترى مفكر حاله بيكهام جد
و بنتمنى مرات كثير لو احنا متله بالتصميم على اشي واحد او صورة بنتخيلها لذاتنا و ما بنحصل عليها و تبقى للابد حبيسة الخيال
 

1 comment so far.

  1. غير معرف 23/6/08 5:02 ص
    ياالله!!
    كم اود ان اودع تعليقا يليق بهذه المدونة..
    انا لم يتسنى لي معرفة اسم الكاتبة
    لكنني اود ان اشكرها
    انني في العمل الآن
    و ساحاول ايداع التعليق حينما اكون في المنزل

Something to say?