هل ما تريده هو ما تحصل عليه حقا؟

By انا مش حرة
توقعت ان اكتب بعد هذه الفترة عن الاشياء التي اشغلتني مثل تغيير المطبخ و الحمام و عن الاشغال الشاقة في الصيف الماضي او عن العمل الجديد و شعور الحصول على مكتب خاص( و هذا ما سأكتبه لاحقا) لكن لم اتوقع ان اكتب عن النساء
ففي اول اسبوع دوام لي اكتشف اشياء مذهلة عنا نحن النساء فما نحصل عليه هو ما نريده على الاغلب و ان كنا نقول غير ذلك و ربما هو جزء من اللاوعي لدينا يطلب ما يحدث معنا بشدة كشي نستحقه بالفعل
فعلى سبيل المثال لا الحصر عندما بدأت بأول اسبوع في الدوام جلست مع اثنتين من زميلاتي احداهن مهندسة و الاخرى ممرضة و كلاهما متزوجتان و تحدثن ككل المتزوجات عن الطبخ و النفخ و المطبخ و جاريتهن في ذلك بمحاولة طبيعية للأندماج و قلت انني لا اعرف اي شيء عن الطبخ و لا حتى الاساسيات و حسب معرفتي فالطبخ هو فقط طريقة لانتاج طعام مطبوخ( شارحة حالها) قد تحصل عليه من اي مطعم بسهولة و باسعار قد تكون زهيدة و هو _و ان كان اساسيا_ غير ضروروي لاستمرار البشرية و قد يتمكن اي شخص من تعلمه مهما كان عمره او جنسه و عرقه بل و اتقانه بفترة وجيزة.. هذا ما اعرفه عن الطبخ
قلت لهن انني لا اعرف اي شيء عنه
ملامح الوجوه تغيرت باستهجان و فغر فاه على ما اظن و فتحت اعين و بدأت اعيد بذهني ما قلت علني اخطأت بشيء ما.... قلت: انا ما بحب الطبخ و لا بحب اتعلمه بس بحب آكل
هذا ما قلته و الله على ما اقول شهيد
اتاني سؤال من احداهما: كيف ستتزوجين؟
زي كل الناس حسب ما اعلم
و كيف ستطبخين لزوجك
يمكن انه لا يحب الاكل كثيرا او سأتعلم لاحقا لن ينتهي العالم
و ان كان يحب الطبخ
و ان كان ماذا سأفعل له ؟
يمكن يكسر راسك _يعني رأسي انا_
نقطة نظام
ما اريد الوصول اليه ليس الطبخ او الزواج بل هو الرابط الثقافي و الفكري بين الطبخ و الزواج ... فالزواج علاقة عاطفية و اجتماعية المفروض ان تكون راقية و قائمة على مباديء سامية .. و ارجو ان لا تفهموا انني اتوقع علاقة مثالية و خيالية و حالمة بل اتوقع ان تكون ارقى من افكار كثيرة تافهة ,فنحن نستطيع ممارسة الجنس مع اي شخص و باستمتاع و بدون خسائر و نستطيع ان نستأجر خادمة لتنظيف البيت و نستطيع ان نشتري طعاما جاهزا و نستطيع العمل كرجال و نساء لنحصل على المال و نستطيع ايضا تبني اطفال او انجاب اطفالنا نحن بدون زواج لكن لن نستطيع العيش بأمن مع اي شخص.. و اقصد بالامن ان تكون بالطبع عالما و جادا تجاه التزاماتك الزوجية و العائلية لكن كل ذلك الالتزام لا يجعلك تشعر بالخوف او التهديد او النقص في حال قصرت به بل يجب ان تشعر بانسانيتك و حقك حتى ان تقصر مع شريكك الذي اخترت الحياة معه لتشعر بالطمأنينة و المودة لأن الزواج ليس صفة رسمية في النهاية بل هو مكان تلقي على عتبته كل الرسميات و تتحرر منها فأنت لست بمكان للنقد او التقويم لكن ربما التوجيه البناء او النقد اللطيف للوصول الى علاقة اشد تماسكا لا رعبا بل يجب ان تحس عند تقصيرك او عجزك ان هناك شخصا ينتظرك ليتعاطف معك و يربت على كتفك و يقول لك ان الحياة لن تنتهي
هذا ما اعتقد اننا نأمل بالحصول عليه في الاصل في حيواتنا القصيرة جدا ثم نستغرب ان لاحقا ان حياتنا الزوجية ليست بالسعادة التي املنا ان تكون عليه
الطبخ في النهاية ليش شيئا خارقا او استعدادا حربيا يجب ان تكون مسلحا به الا اذا كنتي عزيزتي المرأة تودين الدخول الى ساحة الوغى الزوجية و تريدين ان ( تخرسي زوجك ) قدر الامكان عن الطعن بك و بقدراتك و اذا كان الزوج قد يكسر رأس زوجته لأنها لا تتقن الطبخ او يفكر بهذه الطريقة اساسا فان المشكلة ليست الطبخ وقتها بل المبدأ ان المرأة تستحق كسر الرأس اذا كانت لا تعرف كيف تتطهو
وودت وقتها ان اقول لزميلتي ان اقل مشاكلهن اذا فكر ازواجهن بهذا الاسلوب هو الطبخ
ثم اتضحت الصورة
انهن يقبلن زوجا يفكر بهذه الطريقة و سيحصلن عليه
بشعور داخلي لدى كل مرأة ناتج ربما عن قلة التقدير للذات كنتيجة لتربية اجتماعية او موروث ثقافي لا يغيره التعليم و الشهادات البتّة يقول لها انها يجب ان تكون المراة المثالية التي لا ينقصها شيء و الجاهزة دوما لمتطبات زوجها الذي لا تعرفه حتى الان او الذي عرفته _ و لم يكن بالضرورة مثاليا بأي صفة من صفاته_ هذا الشعور يجعل نبرة صوت الفتاة عندما تتحدث عن الزوج المتعاطف و الطيب و المتفهم يبدو وكانها تتحدث مع نفسها عن قصة الغولة التي لن تأتي ابدا يعني انها لا تتحدث بثقة انها تستحق هذا الرجل الافضل في المستقبل لأنه برأيها ليس موجودا و انها جاهزة للأسوأ ليس من منطلق الوعي و الواقعية بل من حيث ان هذا هو الموجود فاقبلي به بدون حتى تفكير بالتغيير و غير ذلك ليس واردا و لذا كنت عندما اتحدث عن مواصفات الرجل الذي احلم به اظن ان الاخرين يسخرون مني لأنني حالمة او متطلبة لكن الان توضحت الصورة ..و ان كان الافضل لن يحصل فذلك نصيب لكن لماذا نبخل على انفسنا بالايمان؟
لقد شعرت وقتها بالشفقة و الحزن على زميلاتي و تأكدت من حديثهن عن ازواجهن بصورة مبطنة انهن سيقبلن قمع الرجل لهن عن طيب خاطر لأنه ربما حقه برأيهن او هكذا يفكر الرجل و كفى بذلك تعليلا.. طيب بالمشرمحي ليش الناس بتتعلم.. نشهد ازدياد كمي و اعتباطي بعدد المتعلمين و بالشهادات التي نتفنن حتى بأسماءها من بكالوريوس و ماجستير و دكتوراه لكننا ما زلنا نفكر بأسلوب الانسان الجاهل و ربما نظلمه اي الأنسان الجاهل لأنه و ان كان غير متعلم لكن بيحترم حاله و لأننا لا نعرف كيف عاش فعلا و عامل الازواج بعضهم... ربما كانوا اكثر حرية بالرفض.. اصلا ما هو الجهل؟
في النهاية انا لا احمّل كل الذنب للرجل فهو يتصرف حسب ما يتوقع منه و يستمر حسب ردة الفعل من المرأة فاذا اشارت له ان يبقى كما هو فما الذي يدفعه ليتغير اذا قبل كما هو ببساطة و في النهاية و بسبب هذه القناعة ,ان الرجل من حقة, تربي نفس النساء المقهورات رجالا يقهرون نسائهم لاحقا لأن ابنها ايضا يستحق اذا كان ابوه كذلك ... انها حقا دوامة من السخف
في النهاية ما هو الشي الذي قدمته جمعيات حقوق المرأة؟ اشبه حملات التوعية لدينا بأن تحضر طفلا في السادسة و تعلمه عن اهمية الشهادة الجامعية و كيفية الحصول عليها و تحفظّه اسماء الجامعات الوطنية و العالمية ثم تنسى الاهم من ذلك كله.. ان يتعلم الحروف الابجدية و جدول الضرب..
لا يكفي ان تنشيء مركزا يمكن المرأة من التقدم بشكوى ضد الرجل_ زوجها , والدها, اخوها او اي من كان ولي امرها_ في حال تعرضها لاساءة غالبا ما تكون بالغة وقت التقدم بالشكوى و هذا يعني ان اساءات عديدة بالغة حصلت من قبل و اكثر اولئك السيدات لا يردن على الاغلب الانفصال عن الازواج المسيئين بل يردن (تأديبه) ثم تعود للسكن معه كزوبعة في فنجان !!! اما اللواتي يتعرضن لاساءة من الاقارب فغالبا ايضا ما يردن في النهاية ملجأ حتى لا تتفاقم الاساءة و هذا يعني انهن لا يملكن افكار خاصة و صورة معينة لحياة يردنها بل هو الهرب الى ملجأ لا غير لذا في الاصل يجب توعية المراة الى حقوقها النفسية اولا و من ثم الجسدية لأن المراة التي ترضى ان يساء لها نفسيا يبقى قبولها بالاساءة الجسدية مسألة وقت لا اكثر
الاسبوع الماضي علمت ان الممرضة _و هي حامل و حملها قد يكون في خطر_بينهن قد ضربها زوجها لأنها رفضت الذهاب لمساعدة اهله في قطف الزيتون_ بالمناسبة زوجها جامعي و هي تحمل شهادة دبلوم_ سألت عن ردة فعلها فعلمت انها تكتمت على الموضوع و لم تحاول ان تفعل شيئا او تخبر اهلها حتى لا يتكرر الامر مثلا بل تقبلته كما هو و كانت قد اخفت عنه ايضا انها استلمت راتبها حتى لا يأخذه منها لأنها تريد التمتع به كم يوم؟ الزوج المذكور وقع عن شجرة زيتون و كسرت رجله و اخذت زوجته اجازة لتعتني به و في اليوم الذي يجب ان تذهب به لزيارة الطبيبة النسائية جاءت لزيارتهم اخت زوجها و لذا اضطرت ان تبقى في البيت لكي " تطبخ " الغداء لأخت زوجها!!!!! لا تعليق
لهذا لم اعد استغرب بعد قراءة تقرير عن العنف و الضرب في الاردن ان 80% من النساء يؤيدن ضرب النساء و ان 60% منهم يؤيدن الضرب في حالة عدم جاهزية الطعام او اذا احترق!!!!

 

1 comment so far.

  1. ابراهيم خليل 24/7/11 3:03 ص
    كم ادهشنى الكم الهائل من المدونات الكل يكتب لأثبات الذات .. لكن استوقفتنى هذة الكلمات فى هذة المدونة
    الرائعة تخترق حاجز الصون والمكان وتقترب من نبض كل انسان لصدقها وعذوبة اسلوبها وتدفق كلماتها فى انسياب نبض الأمة مهما تخطت الحواجز والأركان وانا اشكرها وتحياتى لها فهى أجرأزهرة فى بستان الكلمات لها شذى وعطر وريحان وادعوها الىتصفح جريدتى (جريدة التل الكبير كوم)..وادعوها للمشاركة بقلمها الرنان والمتميز مع تحياتى(ابراهيم خليل-رئيس تحرير جريدة التل الكبير كوم)ز

Something to say?