على ذمتهم

By انا مش حرة

انه عيد ميلادي الخامس و العشرون
لم اظن انني سأكتب شيئا عن أي عام يمر علي لأنني كنت و ما زلت اعتقد انه يجب ان نكتب عندما تمضي فترة احداث و ليست ايام فرب اعوام أضغاث اعوام و رب دقائق حاسمات
اضافة الى عدم قناعتي انني وصلت هذا العمر و ما زلت احس ان عقلي اصغر بكثير.. سأنظر الى الهوية و اقول عن جد.. من كل عقلهم بيحكوا اني صرت 25 و انا ما بفهم قد بنت ال 15.. اعترض .. بدي اغير تاريخ الميلاد
مع شرط الاحتفاظ ببرجي.. الجدي.. انه يناسبني جدا.. ذلك الجدي الذي يمثلني
خمس و عشرون عاما تساوي ربع قرن في الحياة مع اهلي و اجزم ان الانجاز الاهم هو الحزم بيد من حديد على اعصابي باقصى قوة اذ حسب علمي لم اجن بعد و اتوقع انني تخطيت المرحلة الخاصة بالاكتئاب و الانتحار حتى اشعار اخر الا اذا كان هذا الهدوء قبل العاصفة
المهم.. هذا العام كان كسابقه من الناحية التقنية
لا جديد تحت الشمس و لا تحت القمر و لا تحت السماء و لا تحت أي شيء
لا حب حار او فاتر او حتى بارد و لا أي عنصر ذكوري و ان ما زلت احتفظ بإعجابي بالعنصر الذكوري و اقتنع بأهميته لكن على نمط لا اجده بعد و لم يعد مهما ان ابحث في الواقع اذ لا استطيع ان اجد وزنا لأي شخص ..يمكن انني لم اعد ارى وميضا ام انني لا ارى احدا.. لا ادري!
لا عمل جديد بالطبع و لا علاقة اجتماعية.. اكتشفت هذا العام انني لا املك اصدقاء ابدا و هذه حقيقة مخيفة بالمناسبة و امضيت ما سبق من الاعوام في محاولة دراستها الا انني لم افلح.. لا شيء على الاطلاق من ناحية الاحداث كل شيء يمر كأنه وقف مكانه
يقف مكانه و يقوم بحركات بهلوانية بالنسبة لي لكنها لا تؤثر و الحياة تسير من حولي و لا تلتفت الي
فعلا الحياة مسرح و انا متفرجة و امثالي و طالما سحرني المسرح و لكن لم اظن انني سأكون متفرجة دائمة به
لكن من الناحية النفسية فعلا هناك تغيير و جذري
فانا لم اعد اغضب او امتعض
امنت بقدري لدرجة لم اعتقد انني سأصلها و عرفت ان الايمان بالاقدار كما هي خير من محاولة بائسة لتغييرها قد لا تعود الا بالضرر ..اما عن الصعود الى خشبة المسرح فكل شيء بوقته
فالطريق الى تلك الخشبة لن اسير اليه بل سيسير هو الي على وجه اليقين
و قد امنت ايضا انني احمل لعنة ما على كل ما اقترب منه
احيانا و لأن شر البلية ما يضحك
عندما اتقدم بوظيفة لشركة ما قد تغلق نهائيا و عندما طلبت مساعدة من احد النواب حل المجلس و هذا ينطبق على اشياء كثيرة لا تحضرني الان
اصبحت اخيرا الاسيرة الوحيدة لدى اهلي
لا اظنهم مجانين كالسابق و لكنهم مجانين بما يكفي و لم تعد اعصابي تحترق عند مجاراتهم و الرد على اسئلتهم اللي مجاوبة حالها و التي يجب ان توصلك لجواب لا يعجبهم ليعنفوك.. اصبح كل ذلك مفهوما جدا و مبتذلا اكثر لكن اللي فيه ما بخليه
لم اقل في السابق ان ابي يعيش وحده تقريبا فهو و امي على خصام منذ 5 سنين ربما و الحمد لله الذي اراحنا من مشاكلهم على كمية الخبز و نشر الغسيل.. ما اهمية السؤال اذا كان هذا لحم عجل او خاروف ما دام ليس" مفلوز"_ المشاكل العبثية التي لا داعي لها الا انها تختزل هدوءك على فوهة بركان_ ثم تنفجر على نفسك و الاخرين
ابي يعيش الان في طابق لوحده و نحن هنا لوحدنا و انا اسمي هذا عصر الحرية لولاه ما كنت الان امتلك هذه الحرية في التصرف في المنزل كما أريد و الاستمتاع بالتلفزيون الفقير و النت و الجلوس مع اخواتي و ابنائهم بدون انتظار الاعصار المدمر لكل شيء و لأجل لا شيء فقط نكد
يأتي ابي للبيت الى الطابق الثاني و بهدوء اخيرا و يصعد من درج خارجي و اذا اراد شيئا يدق على الحائط
و الله حرية
استطيع ان اخرج بدون ان يسأل عني احد لأنه اصلا لا يتكلم مع امي
كيف تحول الموضوع للحديث عن ابي لا ادري
المهم انني تقبلت اخيرا هذه الحياة بتعقيداتها الغريبة و المحبطة و المؤلمة و وصل بي الظن انها نعمة تستحق الشكر و الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه لكنني لا مكروها حتى.. بحكي جد
الان اتقبل ان يفصل النت اثناء حوار صريح و نادر اتكلم به مع احد او اثناء محاولة استغلاله بشيء مفيد
يعني الحكي مش الي حتى التواصل الالكتروني الوهمي لا يسلك في مجراي
اتقبل ان يتناذل جهاز الكمبيوتر علي و ينفذ الاوامر على استحياء .. يمكن لو اكتب الصفحات بيدي اسهل من حفظها بالاضافة الى تحمل ثقاله دم الابواب التي لا تفتح الا بقوى عضلية خاصة و الريموت الذي يحتاج جاهة من الوجوة و النواب_على مقاعدهم طبعا_ حتى يغير القناة
اتقبل ان لا تمطر في النهار لأنني اريد ذلك
اتقبل ان لا يزورني احد عندما اكون بأمس الحاجة لمن يتقافر حولي لأنسى الوحدة و انتظر عندما ان اكون في قمة انشغالي و مرضي و مللي و نعسي حضور احد ليجبرني على الجلوس بإنهاك استمع لسخافاته و كآبته التي لا تهمني في هذه اللحظة بالتحديد.. استطيع ان استمع بدون ان احضر الى كل مشاكل اختي مع جارتها و التي بدون داعي و لا اقول لها ان تغلق الباب على نفسها و ينتهي الامر...لأنني لا افهم كيف يستفزها شخص تراه نصف ساعة كل اسبوع و لا اتحمل ان اتفاعل فأكون كالتمثال فقط استمع
و اسأل عن سلفة اختي الاخرى قبل ان اسأل عنها لأنها هي الاخرى تضخم اشياء تشبه الاشياء و قد اصبحت اشعر انني اعيش معها و اسمع سلفتها تتكلم
استمع الى امي منذ 3 اسابيع و هي تتحدث بلا كلل و بالتفصيل عن مشكلة اولاد اخوتها مع جيرانهم و الله انني عرفت تاريخ جيرانهم منذ عام 1940 أي منذ ان كانت امي في بيت اهلها.. لكن اليوم قلت لها ماما خلص بكفي طلعوا دار سليم من راسي قد ما حكيتي عنهم
تخليت عن عادة الانكار.. انكار الواقع كما هو و بالتالي فهمته على حقيقته كما ينبغي لا كما احب ان يكون او ربما احاول ان افهمه.. ما الداعي باجهاد انفسنا بالخيال اذا كان كل شيء يتحدث عن نفسه صراحة
و صحيح
تقبلت انني اصبحت غبية و فقدت القدرة على التصميم و التفكير و المحاولة و عمل أي شيء ايجابي و انني فقدت روحي و اصبحت مبعثرة
اظن ان ذلك سببه الوحدة الكبيرة و القديمة قدمي على الكوكب و الاحباط و التعاسة و الحزن المستمر و البكاء الذي لا ينقطع مهما حاولت و الحالة المزاجية المتقلبة كالماء في المرجل و غرابة الوضع التي تزداد بصعوبة فهمه و الانحصار ببوتقه المشاكل و و و و
ايضا استوعبت الوحدة التي اعيشها بسعة صدر مرعبة..هذه الوحدة يجب ان لا تكون بدون مقاومة مني لأنها ستقتلني و لكن بطريقة ما بدأت اتعايش معها وربما وجدتها بديلا عن التفكير بالانتحار.. لا اعرف بالضبط
كنت و ما زلت اعتقد انني سأنهي حياتي معتزلة و زاهدة و اسير في طريق الصوفية... عندما اقرأ عن التصوف اشعر ان هذا مرادي و غايتي و يدغدغ شيئا في داخلي فكثيرا ما اظن ان السعي للدنيا ليس صحيحا بل الزهد فيها هو الامثل
و هناك شيء ايجابي برأيي فقد اصبحت لدي مواقف محددة و حاسمة تجاه اشياء معينة و لم اعد مضطرة كل مرة ان افكر و اتردد و اقاوم و اضعف.. فقط فكرة واحدة مبنية على مشاهدات سابقة و انتهى.. ليش الواحد بضل يلف و يدور و يدوش حاله
و اشياء اخرى
ملاحظة: كتبت هذه التدوينة بعد معاناة خاصة مع الكمبيوتر و ال ( مايكوسوفت اوفيس) و اجراء تعسفي و مبالغ فيه من ال ( لوغ اوف ).. هذا جزء من رأيي بعدم كتابة تدوينة عن عيد ميلادي بسبب معرفتي ان الامر لن يكون ميسرا ابدا
و الوقت الذي استغرقته لا يكفي فقط لغلي دولة قهوة كما يقول الشباب بل مبحبح حتى تذهب لتحضر البن من البرازيل فان الوقت الذي استغرقته في عمل ( حفظ) يقارب اكثر ثلاث ساعات أي اكثر من الوقت الذي استغرقته امي في ولادتي
ربما يستحق القول انني ولدت منذ الشهر الثامن و كانت امي تود ان تتسرع الولادة قدر الامكان.. اهلي بيحكوا كتير مرات بحسهم حابين يحملوك ذنب طول عمرك على اشي ما عملته يعني ما بياخدو صح و لا بيعطو صح.. لو سألوني كنت ما اجيت عليهم بالمرة..
و كل عام و انا بخير
 

1 comment so far.

  1. Your friend 30/12/09 2:00 م
    I believe that your life will change soon, in a way or another. But I am sure that this new year will be better.

    JUST believe in your applilites . And in what god gave you.

    You MUST do changes in your life by your hands and do not wait it to happen by it self. And when it comes accept it, yes take the best out of it.

    Happy birth date, and happy new year :) .

Something to say?