الجوع مش كافر

By انا مش حرة
ليس تكبرا كتبت هذه التدوينة بل اضاءة على ظاهرة نشهدها قد تجعلك تفكر الف مرة قبل ان تفعل خيرا او تشفق على احد.. الحياة اصبحت غريبة فعلا و كما يقول ابي الجوع ممتاز و الناس بطرانة
لم اكن القي بالا لقوله هذا لكن احداث المرحلة الماضية تشهد بغير ذلك لدرجة مدهشة و مفزعة و غريبة و تحتاج تحليل اجتماعي ربما
قد يصح القول اننا عائلة ميسورة حيث والدي يعمل بالتجارة طوال عمره و لذا لم نحرم بشكل اساسي من أي شيء_مأكل و مشرب و ملبس و تعليم_ و لم نعاني ضنك العيش يوما و حصلنا على ما نتمناه دوما و الحمد لله و بحكم اننا من عائلة انثوية جدا منذ يداية تكوينها للان و كما يعرف الجميع عن تبذير البنات و متطلباتهن التي لا تنتهي و حاجياتهن التي لا تلزم و تهدر في النهاية ,كانت والدتي في نهاية كل موسم و بداية موسم جديد تجمع الملابس التي لا نحتاجها و توزعها على من تعرفهم من المحتاجين و لا ابالغ اذ قلت ان عائلات كانت تعتمد بشكل مطلق على ما يرزقنا الله اياه و يرزقهم و اؤكد ان من يفعل خيرا يفعله لنفسه اولا
و لكن حدث.....
قبل ايام ذهبت اختي لزيارة احدى بنات تلك العائلات المستورة و قد تزوجت و سكنت بمقربة منها من فترة.. تقول اختي و على ذمة الراوي انها ذهلت من الرفاهية التي تحياها و وجود كل ما يمكن و يلزم و لا يلزم من الكماليات وتحدثت لأختي عن مخططاتها المستقبلية و كيف انها لا يمكن ان تعرف عن وجود بشيء جديد في الاسواق او تراه في ( بيوت النسوان) الا سارعت بشراءه بدون تردد.. صحيح ان الله يرزق من يشاء بغير حساب ..حتى لو كان موظفا لا يتجاوز راتبه 300 دينار و لديه 3 ابناء و انتهى قبل فترة وجيزة من استكمال سداد ديون زواجه المستحقة.. المفارقة هنا تزداد اذا علمتم ان زوج اختي صاحبة الزيارة مدير سابق للموارد البشرية في احد البنوك و مستشار مالي حاليا في اشهر الشركات حاليا و لا تعيش نفس الرفاهية او حتى تجرؤ على هذا التفكير الباذخ و قد عاشت مع اهلي في افضل فترات الرفاهية و الغنى
مش هون النقطة.. النقطة ان السيدة بدأت تتحدث لأختي عن كيف انها لن تحرم نفسها من شيء و تشتري كل ما تراه و يعجبها لأن" النسوان امهات الكشش و الخناين و الشخاخات و اللي ما بسون بصلة" و لأن " العز و الحياة اللي شافتها بدار اهلها ما حدا شافها" و لذا" ما حدا بستاهل يعيش بعدها" اتذكر امي عندما كانت تعود من عندهم تقول بعصبية" الفقر من الله بس الوسخ من وين؟" من عند العبد يا امي!!
ولليوم ما زال والدي و من تزوج من اخوتي و اخواتي يتكفلون جزئيا بتموين بعض البيوت بالطعام و ما تيسر من المال
و بما ان الشيء بالشيء يذكر فقد عادت امي قبل فترة من بيت مستور لأرملة لديها في البيت ما يقارب 9 ابناء معظمهم بنات و اكبرهم يعمل في الامن العامتتذكرهم امي و ابس و اخواتي و اخوتي جميعا حتى على حد سواء في الاعياد وفي تموين البيت بالاساسيات .. تقول امي مذهولة ان ابن السيدة الاكبر قد اشترى سيارة ب 5000 دينار "كاش" يا ريتها مبروكة.. و احنا ما عنا سيارة
و الله دنيا عجيبة و ناس بطرانة فعلا
 

0 comments so far.

Something to say?