الراديو يا اياد

By انا مش حرة
ابن الجيران اللي هنا قصادي مش عارفة بس اعمله انا ايه
عمّال يصفر كده و ينادي و بأي حتة يا ناس بلاقيه
...........................
كنت استمع الى الاغنية على راديو ايام وانا اغسل صحون الغداء, الفاصولياء و الرز و افكر بسامي و قصته العجيبة مع الفاصولياء التي اوصلته الى السماء حيث الدجاج يبيض ذهبا وانا استمع الى رديو ايام حيث يتكرر البرنامج على كل قنوات الراديو ..سباق غريب و مبهم على ترتيب الاغاني الاكثر شهرة يصوت اناس لسماع اغنيتهم ثم نسمع اول مقطع فقط .. يسأل المذيع المتصلين بتكرار ممل.. لماذا تستمع لراديو ايام.. المستمع.. عشان حلو كتير و برامجه متجددة!! و المذيعين زراف(ظراف يعني)
افكر بكم حبه فاصوليا احتاج لأحصل على الكثير من الدجاجات التي تبيض ذهبا حتى يقنعني ان استمع الى الراديو قبل عشر سنين..لا شيء سيقنعني ان احب ما اكره الا الحياة.. حيث كنت اكرهه جدا كنت اتخذ موقفا حادا جدا من الراديو في صباي المبكر في الثالثة عشرة و حول تلك السن.. كنت اكره ان يفرض شيء علي ..اكره الطبيعة حتى اذا لم تناسبني.. فكنت اعتبر الراديو اضطهادا رمزيا لي.. الاستماع المستفز الى تفاهة مذيع في انتظار اغنية احبها ثم يمنون علي مثلا بمقطع صغير من اغنية انتظرتها على اعصابي ولا افهم لم يحبه الناس طالما استطيع ان اشتري شريط لما احب ببساطة و هكذا كنت اكره الراديو ..صوت الجنوب في ذلك الوقت حيث هو الوحيد الذي كان يلتقطه جهازنا القديم الاحمر
ثم حصل عندما كنت في ذلك السن ان اياد ابن الجيران كان يحبني .. كان يكبرني بعامين كما اذكر و اكثر ما كان يعجبني فيه جسمه.. ليس طويلا جدا كما احب لكنه مكتنز و ربما اصبح الان مثيرا اذا كبر على نفس المنوال و رغم انني لا اذكر شكله الان على الاطلاق الا انني ما زلت ارى هدوءه و حركاته الموزونة و التي كانت لا تناسب عمره لذا ربما كان يناسبني و افكر احيانا به و اتمنى انا عرف ما وصل اليه و هل ما زال يستمع لعمرو ذياب اذ كان يشغل بصوت عالي اغانيه ( راجعين في ذلك الوقت) عندما يراني
المهم انه بعد حب طفولي و عذري و هاديء و سرّي لمده عام ربما رحل اهل اياد و اخذوه معهم ... كانت الحافلة تحمل اغراض بيتهم و اخيرا رأيت اثاثهم و شيئا من بيتهم المزوي و الغامض و السحري بالنسبة لي ... انظر الى قطع الاثاث المكومة في مؤخرة الشاحنة كالخردة لكني نظرت و فكرت اين القطع التي تخصه.. سريره, خزانته, جاروره و الاكياس التي تعانق ملابسه و هكذا حزنت.. لا اذكر ان كنت احبه ام احب حبه لي لكنني حزنت على فراقه و سيذهب هكذا بلا وداع
ثم حصل انني كنت يوما مع فرقة المدرسة الموسيقية نتدرب على حفلة فاشلة اخرى كما اراها و رغم رأيي السلبي و المعلن بها الا ان اشتراكي بها لم ينقطع طوال مرحلتي المدرسية بسبب عشقي للموسيقى نفسها و لأنني اجد جزءا مني يعبّر بلا خجل و يخرجني من جلدي عندما امسك الاله و اعزف....روحي تتحدث عني بلا تردد او وجل او خوف امام كل الناس .. كنت امسك بالاوكوريدون الاسود الذي احب في ساحة المدرسة في يوم ربيعي شمسه باردة و هواءه يقرص الجلد بلطف و اجواءه مغبرة كما اذكر.. ارتدي المريول الاخضر وسط جميع طالبات الفرقة و اعرف انني وحيدة جدا بينهن و انني بلا اصدقاء او زملاء ابدا و لم استطع يوما ان اعتد على المدرسة ربما لأن الغربة مع الغرباء تلفت النظر الي فكرهتها اما الغربة في البيت لا يلاحظها احد لذا كنت افضل البيت فأحس بالغربة بهدوء كما انا
انتبهت ان الجميع يتهامس حولي و قد يحصل هذا عندما اخرج عن طوري و اظهر وجهي الاخر.. القوي و العنيف و المتمرد و المصمم و الذي لا يتنازل بشكل مرعب عما يريد ثم يهدأ كأن شيئا لم يكن فيدهش الجميع مني ثم يتحدثون عني .. هذا اعرفه اما ذلك اليوم فكان هادئا .. فماذا حصل؟
اقتربت احدى الفتيات و كان اسمها داليا و قالت لي.. يجب ان اخبرك بشيء لأن الجميع يتحدث عنه و يجب ان تعرفيه.. نعم اكملي
البارحة على راديو صوت الجنوب اقول لا استمع اليه
تكمل:شخص اسمه اياد اهداك اغنية سلمولي( لمصطفى قمر و قد كان نجمه ساطعا وقتها) على صوت الجنوب و الجميع استمع و يتحدث عنه
ارد: لا بد انه يعني فتاة اخرى و اكمل ما افعله كأنني لم استمع
اعود الى البيت و لا اعرف كيف اخرج شيئا نبت بداخلي و لم اعد اتسع له.. ان احدهم يتذكرني..تحت السرير اكتب على خشبته من الاسفل التاريخ و الاهداء و الاغنية حتى لا انساها
الان_ و ليس كرد فعل_ بعد سنين مضت و بعد تقلبي في ظروف و افكار مختلفة بدأت استمع و استمتع الى الراديو لأن الامور في النهاية لا تجري كما نحب و ان ما نحبه لا يعني بالضرورة انه لنا فعلا و ان الاستماع الى جزء من الاغنية خير من ان لا استمع اليها ابدا و ان كل الشيء لا يعني كله و لأن الصدف خير من الف ميعاد و الصدفة لم تاتي بعد لأقابل اياد و لا حتى على عالم الصدفة الفيس بوك لكن الحياة امامنا يا اياد و بالتوفيق
 

0 comments so far.

Something to say?