فقط لو ان

By انا مش حرة
ان الدافع الحقيقي لكل هذه الحدة هو ذات الدافع لكل ذاك التراجع و الخوف و الانطواء.. ذلك الاندفاع غير المبرر و المحلّى بشجاعة و قوّة زائفة هو انعكاس اخر لمراة الجبن و الرعب و الانكفاء و التنازل يحركهما نفس الدافع و ذات المشاعر لكن جاء التوظيف بطرق مختلفة
الغيرة من اي شخص و لا يكون انا... اقصد انني اغار من اي شخص لأنه ليس انا... لم اسمع بذلك او اقراه في اعتى كتب التاريخ... الشخص الذي يتكلم براحة دون ان يدافع نفسه او يظهر علية الجبن او حتى الانتصار الجامح و المستفز.. فكم تمنيت ان اخسر و لا بأس بالخسارة ما دمت مرتاحة .. افكر بمنطق و اعتلي بدرجة تفكيري الى النضوج و اسامح اذا اخطأت و اذا اجحف بحقي بل اعترف بذلك و اخسر براحة
لكن ان اشعر بالشفقة لأن احدهم يشبهني.. هذا ربما لم يحصل بعد.. على الاقل معي انا و اكتشفته فجاة
هذا يعني انه سيدور في حلقة مفرغة من حواراته مع ذاته بلا نهاية و ان غرابة طبعه و التي لا يتحكم بها و تقديره المختلف للأمور و الذي سيمضي وقت طويل يتعذب بها و يساء فهمه قبل ان يكتشف هو انه فقط مختلف و ليس سيء التقدير او غريب و يصعب التعامل معه... انه فقط يفهم الامور و ينظر اليها كما لم يفعل احد من قبل و سيحتاج الى عواطف لا تقدّم عادة و يخجل بحكم القوة التي حاول التحلي بها ان يطلبها و سيتعكر مزاجه دوما و سينغص باقي ما تبقى و لن يعرف استغلال الفرص الافضل و سيعيش وقتا طويلا _اذا كان محظوظا وحيدا جدا_ و لا اقصد بهذا الوحدة الداخلية فقط بل الخارجية ايضا و سيجلس في اي اجتماع عائلي او اجتماعي مع ذاته و حول محاور لا يفهمها و يشارك بالمواضيع في ذهنه و يقتلها بحثا ثم يثور على الوضع و بلا تخطيط سيغضب لأن احدهم القى تعليقا او نكته سمجة و تحدث مشكلة اساسها انه وحيد لكن ببساطة لا احد يلاحظ
و لا احد يلاحظ ان لديه يأس صغير يكبر في داخله ربما يعجز عن الحديث عنه لكنه يتمنى لو ان احدا يراه و يربت على كتفه فقط و يقول له بصدق ان الامور ستصبح على ما يرام .. بصدق
فقط لو حصل ذلك ربما لتغيرت قواعد اللعبة الى الابد
لاستطت ان اكون اكثر تفاؤلا و تسامحا و تفهما و تقبلا و لن اخذ اي شيء على محمل شخصي
فقط لو حصلت تلك الاشياء و تمتعت بها في طفولتي لما كنت هنا الان اكتب بهذا اليأس.. فقط لوعرفت امي انني لا اغار من احد لشخصه فقط اغار من ان لديه من يدافع عنه و يحميه و ان اصل معظم مشاكلنا لم تتم حول الجلي و الغسيل.. و ان خلافنا حول من سيخرج هذا المشوار معها في حياتنا الانعزالية الى درجة التعقيم ليس سببه الخروج نفسه
لو عرفت انني لا اريد ان ارافقها لأني لا اقدر على الانسجام مع احد و ان سبب تصميمي على ذهابي هو عدم تقديرها لطفولتي الحبيسة و تمر اشهر بدون ان اغادر البيت او العب مع احد و انها لو انتبهت الى تحولي الى حارس لقلت لها انه لا بأس و اني لا امانع البقاء وحيدة ابدا ما دامت تخرج مطمئنة البال و تستمتع و تعرف بذلك انني احبها جدا جدا و لا امانع اي شيء يسعدها و يكفيني ان تعرف انني احبها لكنها لا تلاحظني ابدا ..انها لا تعرفاقصد هناك اشياء لو حصلت ببساطة في طفولتي لحلت عقدي كجرزة صوف تشدها برفق من اخر خيط بها و سأعيش هكذا ببساطة و بلا مشاكل سيكون فهمي لكل الامور بسيطا و ربما سخيفا و في افضل الاحوال ساذجا و سافهم ان الشخص الذي اتحدث اليه و لا ينظر الي و يتجاهلني فلا اغضب و ارد اليه الصاع بهدوء و ربما اسامحه لأني سأجد شخصا اخر انظر اليه بقوة العارف ان لي ثقل و احدثه و ربما اكتفي بنفسي لا اهرب معها و اصمت لأنني اريد ذلك
 

0 comments so far.

Something to say?