على شرف العريس

By انا مش حرة
" صورتي لما كنت بنت"
هكذا فسرت سيدة ثلاثينية لموظف في دائرة حكومية اختلاف صورتها في هويتها عما تبدو عليه الان
كانت بنت يعني انها كانت عذراء ثم تزوجت و اصبحت امرأة
هذا هو مفهوم الزواج لدينا و حتى فلسفتة كاملة , كلها تدور حول غشاء البكارة الذي اصبح مقياسا للشرف بدون منازع او حتى نقاش فابن الحلال الذي يبحث عن "بنت مستورة تصون عرضه" كما يقول يتغاضى بكيفه عن كل ما قد يسمع عنها لأن ما فوق غشاء البكارة هو جهل بنات و كما يقول الشباب " بكفي تكون مختومة من تحت"
و كل العلاقات اللي برّه برّه تسير على مذهب العب بالمقصقص لييجي الطيّار
فالعريس اللي دفع دم قلبه و سنين من عمره في الغربة ربما من اجل ليلة دخلة مثالية جعل الحياة في عالميين متقابلين للفتاة.. احدهما في سيارة تقف في مناطق مهجورة او في زيارة في شقة مفروشة بالتناظر مع الصورة النقية لفتاة ( ما باس تمها الا امها )تجلس ببراءة في صالون نسائي للعرض
صورتان لعملة واحدة تبدوان صعبتين بسبب اخطاء تكتيكية و فنية تؤذي البضاعة
هذا المفهوم للزواج و الشرف ادى الى ازدهار نوع تجارة جديد و هو الترقيع مع انني اقرف من هذه الكلمة الا انها هكذا تقال... ترقيع
اطباء يختصون في هذا الامر و يفرغون عياداتهم النسائية لهذا الامر و الذي يرافقه احيانا عمليات اجهاض كعرض جانبي
شكرا دكتور الله بستر على اللي بستر و البركة بوزارة الصحة داية المجتمع الحديث
هنا لا بد ان اذكر كم يستفزني سماع خبر فتاة ما حامل بالحرام .. يعني ما سمعت بالعمليات السريرية و انها اسهل من قلع الضرس و بسعر موبايل نوكيا نوع ( ان 95)
و اذا ما بتعرف دكتور ما بتعرف حبوب منع الحمل التي لا يحتاج شرائها الى وثيقة زواج او حتى بالكوندوم و التي يمكن طلبها من اي صيدلية بسعر شوكلاته الكادبوري او الكندر و ارخص من بطاقة خلوي يمكن التحدث برصيدها لساعة من اجل السايبر سكس؟؟
نعود لموضوعنا الاساسي:
و لو تمعنا في المعنى لكلمة ترقيع لوجدنا معناه تزبيط الخربان عشان يمشي حاله
فكل انجازات الفتاة و دراستها و اخلاقها و علاقاتها و تاريخها خيره و شره متوقف على نقطة دم يجب ان تسفك كمتطلب اجباري من اتمام مساق الزواج
قد يبدو العريس في هذا الموقف كضحية لذئبة خجول ترتدي قميص النوم الابيض ليلة الدخلة
لكن العريس الذي يكرر و اهله مرارا و تكرارا انه "يبحث عن من تصون له شرفه " فقط لا يتحمل فكرة الارتباط بمطلقة مهما كانت مثالية لأنها" لو كان فيها الخير ما رماها الطير" و نفس المذهب يطبق على الارملة
هنا اتساءل" لو كان فيها الخير ما كان زوجها مات مثلا؟؟"
هذا يؤكد من جديد ان فلسفة الزواج تدور حول الغشاء فقط و ليس التوافق و المثالية و السعادة و كل ما نسمع عنه
فلو مطلقة او ارملة قامت بعملية ترقيع و نشرت شائعة انه زوجها لم يمسها مطلقا لارتفعت فرصتها بالزواج افضل من اسهم داوجونز قبل الازمة الاقتصادية و لو كان لديها دزينة ابناء يمكن ان تبرر ذلك بأن الحمل تم من فوق الغشاء او من ليفة الحمام !! و الكل رح يصدق
لا بد ان اذكر الان حوار دام ساعتين مع شخص يحاول ان يقنعني بأهمية الحرية و اطلاق عنان الرغبات بدون قيود و حرية تقرير المصير و خلافه مما سمعته كثيرا من مدّعي الحداثة العرب و الذين يرتبطون فكريا بحداثتهم فقط و فقط بالجنس و غشاء البكارة
في نهاية الساعتين الطوال اللتين ظننت خلالهما ان الحرية ربما قد وجدت سبيلها الينا كما يجب ان تكون سألته
"هل ترضى ان تتزوج بغير عذراء" فاجاب على الفور
"اكيد لأ"
"ليش لأ؟ " اسأله انا
"لأنه يمكن البنت توصل للنشوة كاملة بدون ما تضر الغشاء و تضل بنت "
"و الحرية شو صار فيها"
"كل شي اله حدود"
طبعا هذا يؤكد ان اللوم كاملا لا يلقى على البنات
و يا عريس
سلامتك كم الهسهس
 

0 comments so far.

Something to say?