بثينة..مطلقة و عندها صالون

By انا مش حرة
كانت صديقة لأختي .. شابة و مطلقة و على اسمها اربعة اولاد ذكور من زوجها _البغل كما تسميه_ السابق و تملك صالون نسائي شعبي جدا و تنحدر من عائلة اقل ما يقال عنها انها شعبية و بيئة و غريبة.. و توصف اخوتها الشباب بالمجانين و قليلين الشرف و الصيع
تعلل لماذا فتحت صالون خاص بها!! لكي لا يقول الناس عنها بثينة المطلقة بل بثينة المطلقة و عندها صالون
وجدت هذا السبب اكثر من مقنع و يشرح كل شيء لدرجة انك لا تسألها بعده اي شيء فهذا سيحول وضعها الى امرأة عاملة و حرة نوعا ما اذا استغلت الوضع او بالاصح اذا سمح لها بذلك و صاحبة صنعة و قرش فمثلا المطلقات يعزلن قسرا تقريبا عن علاقاتهن بالنساء المتزوجات لأنها قد تصبح خطّافة الرجّالة و ما الها امان و مع اضافة الصالون الى الصورة تصبح فرصة للاستغلال ...يمكن نعزم بثينة عشان تزبط البنات للحفلة ببلاش او ممكن تراعينا بالعرس الفلاني و بالمرة نتسلى بقصة طلاقها و هكذا
لن تصبح طلعتها من الدار عيبة طالما انها تحضر نقود و بالرغم من انها لم تقل ذلك صراحة الا ان الكثير من التزامات البيت اصبحت على عاتقها.. ففي مجتمعنا الحمش هناك دائما حدود لمشاوير البنات و ساعة معينة يحددها الجيران للعودة للبيت الا ان شغل الصالونات الذي يستمر في المواسم و الاعياد لساعات الفجر الاولى يسقط الكثير من التفسيرات الشرفية طالما ان ليلة واحدة قد تكلل بألف دينار هذا و بالطبع يضاف اليه سلاح بيد الاهل انها بتفوت و بتطلع على حل شعرها و ما حدا بسألها و لأنها لا تستحق الحرية المعطاة لها فيجب ان تدفع ثمنها.. هكذا نحن اما ان نقتل من اجل الشرف او تنسينا النقود الشرف كله
معادلة مذهلة و خاصة بنا فقط.... القتل= النقود
فلو فكرنا من ناحية اخرى بعقلية المجتمع التي نعرفها و يحميها القانون انه لو انضربت على عينها بثينة المطلقة و خرجت للترويح عن نفسها و تمشت قليلا بالطريق لوحدها لتفكر بمشكلتها و ضياع ابنائها منها و سكناهم مع زوجة الاب و عمرها الذي الذي مضى في الاهانة و الضرب و الحرمان و ما ينتظرها ثم عادت متأخرة للبيت لأصبح هدر دمها حلالا لأن حركاتها مشبوهة و لم تقدر وضعها و ستخزي اهلها و يصبحوا لقمة سائغة للناس لأنهم لم يعرفوا كيف يلموا لحمهم هذا بدون صالون اما مع الصالون فقد تعود للبيت وحدها بساعة متأخرة من الليل اثناء وقفات العيد و في اسوأ الاحوال لن يستقبلها او يوبخها احد او ستسمع كلمة من المنّ حول السماح لها بالعمل من الاساس و اذا كانت سياسية و ذكية و بدون كرامة ستتقبل ذلك بهدوء و ابتسامه و تتشكرهم على ذلك و تتحمل عيديات العيد و كل مستلزماته
و يضاف انها قد تصبح لقطة للعرسان.. فطوال معرفتنا بها لم يخطبها الا الشباب العزّاب و اصغر منها في العمر في حين ان معظم الامهات و الرجال لا يقبلون بامراة مطلقة او ارملة بدون اولاد و يرغبون ان تكون التجربة الاولى لهم مع القطة المغمضة
بثينة بالرغم من كل ذلك و في النهاية و مع كل الخبرة الطويلة التي اعطاها اياها سوق العمل النسائي الحار و الزاخر الا انها في شعرت بالسعادة عندما عرفت ان طليقها غير سعيد مع زوجته الجديدة و ظننت انها تشمت به الا ان الحقيقة كانت انها شعرت بالسعادة حتى يحس بقيمتها هي .. قلت لها في وقتها انه يكره الثانية ليس لأنه يحب الاولى بل لأنها على عكس بثينة .. ما بتوكل الكتلة و بتسكت .. بتحكي و طلبت الطلاق بعد سنة و بعد انجابها طفلة واحدة و لم تنتظر ان يعتدل الحال الذي لن ينعدل بعد انجاب اربعة اولاد
لا داعي للقول ان بثينة عادت لطليقها و ابو اولادها البغل و انجبت منه طفلا خامسا ربما لأن الصالون لم يحميها بما فيه الكفاية من كوابيس المطلقات
 

0 comments so far.

Something to say?