عيد ام متأخر جدا

By انا مش حرة
يجب ان اقول اليوم.. لا استطيع الصمت و اذا فعلت فربما اجن قريبا بلا شك ان لم تكن اعصابي خانتني فعلا و قررت لوحدها ان تفلت و بصراحة لم يعد هناك اي داع للسكوت اكثر لأنه لا شيء يستحق
لا احب امي
طوال اليوم تتكرر الكلمة ببالي عندما اسمع صوت امي في الصباح تناديني بازعاج كي لا اتأخر على الدوام او نتفوق على النقاش البيزنطي بتفاهة :هل نشف الغسيل ام انه يحتاج لنصف ساعة اكثر؟ اقول لنفسي مرارا هل نحن عراة لكي لا نتحمل الشمس نصف ساعة لتبث اشعتها على مهل ام هل يجب ان نصرع الطبيعة معنا لأننا مجانين
و عندما نجهل ابجديات الحياة مثل ان الاخرين يواعدونك على الخامسة و يحضرون في الخامسة و الربع لأننا و كما هو اكيد لسنا في سويسرا و لا يوجد ما يشغلنا من الاصل او نستمع لأفكار ووجهات نظر مختلفة و جديدة و ليس المطلوب منا الا ان نستمع دون ان نملي افكارنا المثالية الغبية ثم نضغط على الاخرين بمزاجنا المعقد و العسر و المنقول بالتقادم بدون تفكير و من ثم يتوقفون عن الاختلاط بنا و نقول لاحقا بشكل اكيد انهم لا يحفظون العشرة و ان لا حظ لنا بدون ان نتحمل المسؤولية في العلاقة بين طرفين
عندما تنتظر من والدتك ان تمارس دور امك و ليست مربية ...تطبخ و تغسل فقط كضيفة لا تتدخل في اي شيء مطلقا و لا تكتفي بأن يقف الامر هنا بل وضعها في اي موقف يستلزم صلاحياتها كأم يجعله حساسا الى حد الانفجار
الام التي لا تترك اثرا خلفها الا عندما اعود للبيت و اجد المطبخ يعج بالجلي و الغسيل يقفذف من الغسالة و كل الشراشف بدون ترتيب اعرف انها ليست هنا
كما اعرف ذلك كلما احتجت ان يكون احد بجانبي فلا افكر بالالتجاء اليها ابدا لأنها ببساطة عندما اريدها ستنزل مع مياه شطف الاواني في المجلى و ستتصاعد مع الابخرة الصادرة من الاطعمة التي تتطبخها و نتناولها جميعنا بصمت مثقل يؤكد اننا جميعا نأكل على حدة
فقط عندما نجلس على الطعام و يكون الهم الاكبر من يأخذ المساحة الاوسع للجلوس و من يوارب نفسه و لا نعرف كيف كان يومنا المدرسي جميعا مؤلما الى حد البكاء
يذهب كل منا الى دراسته او ما يجب ام يفعل و عيناه تترقرق بالدموع ليشرح الامر عندما تسأله امي على استحياء لتسمع الجواب الذي تعرف كيف تتعامل معه: فات بعيني اشي و تعطي النصائح التي تعرفها غسليها بمي
لا استطيع ان احبها على الاقل الان و لا حتى ان اسامحها على الطفولة المؤلمة التي عشتها و اتساءل
لماذا تقول انها ام
اخجل من الحديث اكثر لأني ربما ما زلت اكن لها شيئا
ربما الشفقة او معاناتها مع ابي او اي شيء اخر لا اعرفه لكنها اعتادت ان تخبئه عنا
لكن هذا لم يعد يعزيني اكثر لأن ما حصل معها يحصل الان معي بطريقة اخرى
اريد اكثر ليس لأنني انانية او متطلبة
فقط انا استحق... لذا اتمنى ان اصرخ عندما تقول انها تحبني فقط اصمتي فهذا يشعرني بالغضب و السخط و الحرمان لأنك لا تعرفين ما هو الحب
استحق ان تعرف من هي انا...انا التي احب الششبرك بدون ان اكرر هذا لمدة سنة و نصف ثم تطبخه بالصدفة و ليس لأجلي, تعرف ان التجاهل لأنجازاتي يستفزني و تقدر ان كلمة مدح لن تخنقها و تجعلني سعيدة لأبعد حد
احتاج ان اشعر عندما اسير معها بالشارع انها امي التي تعرف ما يجول حولها و ليست في غيبوبة
و للحديث عن اليتم بقية
 

0 comments so far.

Something to say?