ابي ما يزال حيا
ارجوكم لا تسيئوا فهمي فلست سعيدة جدا بحياته كما يظن معظم المطّلعين على العنوان بقدر ما انا تعسة به فهو ما يزال حيا بل و حيا جدا.. بكامل قوته و صحته و كما ينبغي للأحياء ان يكونوا لا بوادر للمرض لا بوادر لاي شيء يمكن ان يخلصني منه و للأبد و قد طال انتظاري كثيرا جدا... لا تظنوا اني ابنه عاقة او فاقدة الاحساس فكل ما يخطر ببالكم لا يدنو حتى من واقعي معه مع ابي و لطالما شعرت ان تلك الكلمة كلما نطقتها تخنقني فهي اقل من الحقيقة البوة و اكثر من ان يستحقها... الا يحق لي ان اتمنى فنائه و قد امضيت معظم سنين عمري افكر بالانتحار و ان لم يكن هو السبب المباشر لكنه كان دائما و ابدا اليد الخفية بكل سوء اعيشه .. كل ليلة كانت الدموع تبلل وسادتي حتى تذبل جفوني و انام و في الصباح اتسائل لما ما زلت هنا و ماذا افعل الم تكفي دموع الامس للخلاص اليوم ..الم يأن الاوان ان يرحمني الله بالموت... لا اريد المزيد و لا اريد اكثر فكل اكثر عرفته كان اكثر سوءا .. اكثر وحدة.. اكثر جفاء.. اكثر انتظارا .. اكثر مللا .. اكثر خوفا .. اكثر فقرا و اكثر اضطرابا و هلم زيادة من جحيم هذا الاكثر.... نعم .. لقد باتت حياتي افضل الان و حصل معي الكثير مما يجعلني اسعد و متسامحة أكثر مع كل التعاسة التي تحيط بي فد استوعبتها اكثر بدون ان أذوب في بوتقتها و تعايشت مع واقع حصولها لا عشت معها لكن غيمة الشر التي تحلق فوقي.. ابي.. لا بد ان تختفي و لا حل الا الموت لا اريد ان اموت انا فقد اكتفيت من هذه الفكرة و اسقاط النهاية عليّ..لقد جلدتني سياط هذه فكرة موتي حتى شعرت بالموت فعلا و سأخرج الان من الرماد.. يكفيه هو ما عاشه و ليذهب و لا يعود ابدا... لقد غيرت فكرتي من التخلص من حياتي و من كل الوضع الملوث الذي وضعنا جميعا به ووضع نهايته بموتي انا الى موته و فكرت جديا بالهرب و عدم رؤيه وجهه القبيح ابدا ....لقد انهيت دراستي و استطيع ان اتركه و اذهب و لولا امي تكسر ظهري لفعلتها منذ زمن لا تظنوا انني_ لو سمحتم _منحرفة مع ان من هم مثلي و عاشوا وضعي لا يليق بهم الا الضياع و هذه قصة اخرى